فتاوى ابن جبرين » عبادات » الزكاة » الأعذار المبيحة لتأخير الزكاة » [ 1616 ] تأخير توزيع الزكاة لعذر

السؤال

نحن نقوم بإدارة صندوق تعاوني لأفراد أسرتنا، وتم تفويضنا من قِبَلِ أفراد الأسرة للعمل في الصندوق وإدارته، والتصرف في أمواله حسب ما يراه الأعضاء في مصلحة أفراد الأسرة، وهم في مدينة الرياض ومحافظة الخرج ونجمع من أفراد الأسرة الزكاة والتبرعات والصدقات من قِبَلِ بعض الشباب المحتسبين، ليتم توزيع الزكاة على الْمُسْتَحِقِّين من أفراد الأسرة، ويكون الجمع مع بداية شهر رمضان المبارك، وقبل نهاية الشهر يكون لدينا مبلغ من الزكاة، وهو ما نجد فيه الْحَرَج؛ حيث إننا نضطر إلى تجميع تلك الأموال خلال شهر رمضان، ثم بعد معرفة المبلغ في نهاية الشهر يجتمع الأعضاء المسئولون عن الصندوق، ويتم تحديد المبالغ التي لبعض الأسر، ثم يكتب شيكات بها وَتُوَزَّع. وقد يتأخر التوزيع إلى منتصف شهر شوال، وَيُؤَجَّل بعض من مبالغ الزكاة لإعانة الزواج لحين الحاجة إليها خلال العام، وقبل رمضان للعام القادم يتم توزيعها على بعض الْأُسَر إذا لم يتم توزيعها خلال تلك الفترة على إعانات الزواج. س: ما حكم تأخير توزيع مبالغ الزكاة لمدة شهر أو أكثر من تاريخ جمعها إذا كان يَمْنَعُ من توزيعها مباشرة بعد الجمع بُعْدُ المسافة، وعدمُ معرفة المبلغ الإجمالي للزكاة؟

الجواب

فهذا العمل يعتبر من القُربات؛ لما فيه من التعاون على الخير، وتخفيف الضرر والشدة عن المُتضررين، وفيه صلة للرحم، وإعطاءٌ لذوي القُربى المُستحقين. فأولًا: هذا الصندوق التعاوني يكون من غير الزكاة، ويُصرف في المصارف العامة كتزويج العاجزين، والوفاء عن المدينين، وإعانة المُتضررين، ودفع أجرة سكن، ومُساعدة في بناء مسكن، ويكون كذلك فيه أعمالٌ خيرية، كطبع رسائل مُفيدة، وتسجيل مُحاضرات وندوات علمية توزع على الأفراد من الأسرة ومَنْ حولهم، وتأسيس مدارس خيرية لتحفيظ القُرآن، وإجراء مُرتبات للمدرسين، وجوائز تشجيعية للطُلاب، وقيام برحلات ترفيهية، وإعانة في أداء نُسك الحج والعمرة. فأما الزكاة المفروضة فإنها لا تصح إلا للفُقراء، والمساكين، والعاملين عليها، والمُؤلفة قلوبهم، والغارمين، وفي سبيل الله، وابن السبيل، فالفقير هو الذي لا يكفيه دخله إلا أقل من نصف الشهر، وبقية الشهر يقترض ويستدين ويُتَصَدَّق عليه. والمسكين: مَنْ يكفيه دخله أكثر من نصف الشهر. والغارم: هو الذي تَحَمَّل دَيْنًا في المصالح والحاجات الضرورية، وعجز عن وفاء ذلك. وحيث إنكم تجمعون الزكوات من أول الشهر، ويَشُقُّ عليكم توزيعها وقت استلامها، لأنكم لا تُحبون تكرار التوزيع، بحيث تعطون الفقير أول الشهر ألفين، ثم تعطونه وسط الشهر، ثم آخر الشهر، فإن في ذلك مشقة، بخلاف ما إذا اجتمعت كلها في آخر الشهر. فأولًا: لا بأس بتأخير تفريقها، ولو قبضتموها أول الشهر، وفرقتموها في آخره، أو أول الشهر الذي بعده، وكان سببُ التأخير الحرصَ على جمع مبالغ أكثر، حتى يكثر نصيب كل واحدٍ من ذوي الحاجات، وكذلك إذا أَخَّرْتموها لبُعْدِ المسافة، وتفرق المستحقين. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

نحن نقوم بإدارة صندوق تعاوني لأفراد أسرتنا وتم تفويضنا من قبل أفراد الأسرة للعمل في الصندوق وإدارته والتصرف

عدد المشاهدات

308