فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » الأخلاق » الأخلاق الذميمة » من الأخلاق الذميمة المسألة » [ 11612 ] حكم السؤال للمعاقين

السؤال

س: بعض من مرضت نفوسهم يستغل إعاقة ابنه أو بنته أو قريبه فيأخذه إلى المحسنين ويدعى بأنه فقير وأن هذا المعاق محتاج للعلاج وغيره وقد يكون هذا الشخص أو المعاق ليس بحاجة. فما حكم هذا العمل؟ ثم نرجو توجيه نصيحة لمن سلك هذا الطريق علما بأنه ربما يحدث اتفاق بين المعاق وبين مساعده الذى يخدمه ويوصله بأن يقسم المال بينهما؟

الجواب

وردت أحاديث كثيرة فى النهى عن السؤال الذى هو الاستجداء والتكفف، منها قوله صلى الله عليه وسلم : لا تزال المسألة بأحدكم حتى يلقى الله وليس فى وجهه مزعة لحم متفق عليه عن ابن عمر وفى السنن عن سمرة بن جندب أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : المسائل كدوح يكدح بها الرجل وجهه فمن شاء أن يبقى على وجهه، ومن شاء تركه إلا أن يسأل الرجل ذا سلطان أو فى أمر لا بد منه صححه الترمذي، وروى النسائى بإسناد حسن عن عائذ بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لو تعلمون ما في المسألة ما مشى أحد إلى أحد يسأله شيئا . وعن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل أحدا فيعطيه أو يمنعه وللبخاري عن الزبير رضي الله عنه مرفوعا : لأن يحتطب أحدكم حزمة على ظهره فيبيعها خير له من أن يسأل الناس أعطوه أو منعوه وفى السنن عن ابن مسعود قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس وله ما يغنيه جاء يوم القيامة ومسألته فى وجهه خدوش أو كدوح وسنده صحيح، وروى مسلم عن أبى هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا فليستقل أو ليستكثر إلى غير ذلك من الأحاديث. وقد كثرت الحيل فى هذا الزمان فى اتخاذ المسألة حرفة وصنعة، وسلكوا فى الاحتيال على تحصيل المال بهذه الطريقة مسالك عجيبة، أكثرها كذب وزور، حتى أن بعضهم يظهر نفسه مريضا أو معصوبا أو به شلل أو قروح، وليس ذلك بصحيح، وهكذا استصحاب طفل معوق أو مشلول، وادعاء أنه ولده، وأنه بحاجة إلى علاج والنفقة عليه، حتى يجمع من ذلك أموالا طائلة، فيدخل فى حديث : من سأل الناس تكثرا فإنما يسأل جمرا أي من النار والعياذ بالله، فعلى المسلمين تحرى الصدق والبعد عن الحيل الكاذبة، والرضا بما قسم الله، والقناعة بالقليل، وفى حديث عن أبى سعيد رضي الله عنه مرفوعا : ومن يستعفف يعفه الله، ومن يستغن يغنه الله ومن يتصبر يصبره الله متفق عليه. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س بعض من مرضت نفوسهم يستغل إعاقة ابنه أو بنته أو قريبه فيأخذه إلى المحسنين ويدعى بأنه فقير

عدد المشاهدات

600