فتاوى ابن جبرين » عادات » الزينة » حجاب المرأة » [ 5776 ] الرد على من قال بأن الحجاب يخص زوجات النبي صلى الله عليه وسلم

السؤال

س: لنا رجل في السودان يدعى بأنه من كبار المشائخ وله عدة فتاوى بخصوص النساء وأخر فتوى تخص الحجاب الشرعي ويقول بأن الحجاب يخص زوجات الرسول صلى الله عليه وسلم فقط وأرجو من فضيلتكم الرد على هذا الرجل مع الدليل. وجزاكم الله خير الجزاء.

الجواب

الجواب: نعوذ بالله من القول عليه بلا علم فقد قال الله تعالى: وَلَا تَقُولُوا لِمَا تَصِفُ أَلْسِنَتُكُمُ الْكَذِبَ هَذَا حَلَالٌ وَهَذَا حَرَامٌ لِتَفْتَرُوا عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ فإن الكذب على الله أعظم من الشرك لأنه يفرض نفسه مشرعًا ويجعل قوله واختياره شرعًا متبعًا فهو يضاد الله تعالى في أمره ونهيه. ولا شك أن الله تعالى أوجب على نساء المؤمنين التحجب والاستتار والدليل قوله تعالى: وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ إلى قوله: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ فقوله: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا يراد بالظاهر الثياب أي الملبوسة لقوله تعالى: خُذُوا زِينَتَكُمْ عِنْدَ كُلِّ مَسْجِدٍ أي لباسكم فيعفى عن ما ظهر من اللباس كالعباءة والمشالح ونحوها والدليل على وجوب ستر الوجه وبقية الجسد قوله: وَلْيَضْرِبْنَ بِخُمُرِهِنَّ عَلَى جُيُوبِهِنَّ فهو أمر بلبس الخمار الذي يستر الرأس ثم يسدل من الرأس فيغطي الوجه ثم يستر فتحة الجيب الذي مدخل الرأس فإن الفتحة قد يبدو منها قليل من الصدر وهو عادي لا يختلف عادة لونه في النساء ومع ذلك أمر بستره فالفتنة بالوجه أكبر من الفتنة بالجيب. والدليل على وجوب ستر الوجه قوله في الآية: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ إلخ والمراد بالزينة هنا الوجه واليدان والقدمان ونحوها فهي تبدي ذلك لمحارمها كالأخوة وبنيهم وإذا أبدت الوجه والكفين للأجانب لم يبق للمحارم ما يختصون به عن غيرهم ولا شك أن الوجه هو مجمع المحاسن ومحل الزينة فتبديه لأبيها وأخيها وابنها ونحوها للأمن من الفتنة وتستره عن غيرهم. والدليل على سترها لجميع جسدها قوله: وَلَا يَضْرِبْنَ بِأَرْجُلِهِنَّ لِيُعْلَمَ مَا يُخْفِينَ مِنْ زِينَتِهِنَّ فهو نهي لها إذا لبست خلخالا له صوت أن تضرب برجليها مخافة أن يظهر صوت الخلخال الذي سترته باللباس فدل على أن القدمين من العورة والوجه أعظم زينة من الرجلين. والدليل أيضًا على ستر الوجه قوله تعالى: قُلْ لِأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاءِ الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِنْ جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَنْ يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ والجلباب هو الرداء الذي يستر البدن فأمرت أن تدنيه عليها حتى تستر به بدنها كله حتى تعرف بالعفة والاحتشام والتستر فلا يؤذيها الفسقة الذين يقتربون من المتبرجات لطمعهم في أن يجدوا منهن ميلا إليهم فمتى رأوا من أدنت عليها جلبابها وسترت جميع بدنها ابتعدوا عن أذاها لعلمهم بنزاهتها وتحفظها. وقد ورد في الصحيحين عن عائشة قالت: كان نساء الأنصار يشهدن صلاة الصبح متلففات بمروطهن. وهو بيان لحال نساء المؤمنات إذا خرجن إلى المسجد حتى في ظلمة الليل أنهن يلبسن المروط وهي الجلابيب والأردية تلتف إحداهن بالمرط فلا يعرفها أحد حتى نساءها وأقاربها وهكذا كانت حال المؤمنات في كل زمان حتى فتح علينا وفود النصارى فظهر نساؤهم عاريات فقلدهن بعض من يدعي الدين من المؤمنات وصدق عليهن قوله صلى الله عليه وسلم: نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤسهن كأسنمة البخت المائلة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها يعني أنهن عليهن أكسية قصيرة فهن أشبه بالعاريات والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س لنا رجل في السودان يدعى بأنه من كبار المشائخ وله عدة فتاوى بخصوص النساء وأخر فتوى تخص

عدد المشاهدات

486