فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » شبهات حول الإسلام » [ 570 ] التعريف بأهل الشبهات والشهوات والتحصينات مما ينشرونه

السؤال

س: فضيلة الشيخ: في هذا العصر صار الناس أكثر عُرضة لأمراض الشبهات والشهوات، في ظل ما تبثُّه القنوات الفضائية من سموم فما هي التحصينات التي ترونها كفيلة - بإذن الله - لحفظ الناس من الوقوع في تلك المستنقعات القذرة؟

الجواب

وهذه هي الإجابة عليه : ـ يُراد بأمراض الشبهات ما يبثه دعاة الكفار ، النصارى ، واليهود ، والدهريين ، وغيرهم من الكفرة ، وكذا شبهات المُبتدعة ، كالرافضة ، والبعثية ، والدُّروز ، والنصيرية ، والصوفية ، والقبوريين ، المعطلة من المعتزلة والإباضية والخوارج ، وهكذا الدعاة إلى المعاصي ، وهم الإباحية الذين يدعون إلى التبرج والاختلاط ، وتعاطي المسكرات ، والأشربة والأطعمة المحرمة ، والمعاملات الربوية ونحوها ، وقد عمت المصيبة بهؤلاء ، ونشروا سمومهم عبر وسائل الإعلام ، وكذا في كتبهم المطبوعة ، وأشرطتهم وعلى ألسن دعاتهم الذين ، عمَّت بهم البلوى ، ودخلوا بلاد الإسلام ، وصاروا يشكِّكون في الإسلام، وفي تعاليمه كما بثوا شُبهاتهم في القنوات الفضائية ، وقد انخدع بهم خلق كثير ، واستحسنوا ما يدعون إليه ، وعظمت المصيبة بوجود الانحلال من الدين ، وتعظيم أولئك الكفار، والمُبتدعة، وأهل المعاصي ، وتصويب طريقتهم ، فكثر الذين وقعوا في حبائلهم ، وصادتهم تلك الشِّباك المُلتوية ، وأصبحوا من جند إبليس وأعوانه ، حتى تضرر بهم آباؤهم، وإخوانهم، وزملاؤهم . فنُوصي كل مؤمن تقي أن يحصِّن نفسه بالعلم الصحيح المُستوحى من الكتاب والسنة ، ومن عقائد سلف الأمة ، فإن من عرف ذلك سهُل عليه معرفة الباطل ، فمتى سمع شيئا من تلك الشبهات أبطلها وفنَّدها ، وحذر منها من ينخدع بها ، وإنما تَروج تلك الشبهات، والدعايات على الجهلة، وضعفاء البصائر ممن فاته العلم الصحيح ، وانخدع بتلك الشبهات التي يموه بها دعاة الكفر والضلال ، كما نتواصى بالابتعاد عن سماع تلك الشبهات ، فيبتعد المسلم الموحد عن قراءة كتب الكفار والمُبتدعة ، وصحفهم ومجلاتهم ، وسماع إذاعاتهم وأشرطتهم ، ويبتعد عن النظر في نشراتهم الفضائية ، التي تتلقى عبر الشاشات التلفازية ، فإن سماعها ، وقراءتها من وسائل تمكنها في القلوب ، فيصعب بعد ذلك تحويلها ومحوها ، لكن من رزقه الله علما صحيحا ، وأدلة صريحة في إبطال الباطل ، فإنها لا تضره تلك الشبهات ، فله أن يسمعها ليرُد على أهلها ، وليبين للعامة، وللسُّذَّج ، والجهلة تهافتها وتناقضها . وأما من ليس عنده قدرة على تفنيدها ، فإن الأولى صيانة سمعه وبصره عن تلك المضللات ، حتى لا يقع في قلبه شيء من الزيغ فيهلك ، ولقد كان كثير من العلماء يحذرون من مجالسة المبتدعة وسماع كلامهم ، ولو احتجوا بآيات قرآنية، وأحاديث نبوية ، لأنهم يحملونها على غير المراد بها ، ويستدلون بها على باطلهم ، وقد روى الإمام ابن بطة في كتابه: ((الإبانة الكبرى)) آثارا كثيرة عن السلف في تحذيرهم من مجالسة المبتدعة ، ومن سماع شبهاتهم . وهكذا نُوصي المسلم المُوحد بمجالسة العلماء من أهل السنة والجماعة ، والأخذ عنهم ، وقبول نصائحهم ، فإنهم أولى من يُقتدى به ، وإذا حصل بينهم اختلاف ، فعلى طالب العلم أن يختار من هو أوثق وأقرب إلى الصواب ، وإذا حصل بين العلماء منافسة تقتضي مقاطعة أو مخالفة ، فعليه أن يحمل ذلك على أحسن المحامل ، ولا يتعصب لأحدهما لمجرد ميل أو تفضيل بغير دليل ، فإن الإنسان محلُّ النسيان ، والعِصمة إنما هي للرسل ، كما نُوصي الشاب التقي أن يتحصن بالدِّين ، وأن يُكثر من الأعمال الصالحة ، ويُكثر من ذكر الله تعالى ، والاستعاذة به من وساوس الشيطان ، فإن ذلك من أسباب الوقاية من هذه الشبهات . وهكذا يَحذر كل الحذر من الانخداع بالدعايات إلى اقترف الشهوات المحرمة ، ويفعل ما يحصنه من ذلك ، فلا ينخدع بالدنيا وزخرفها وزينتها ، ويَركَن إليها وينسى الآخرة ، ويغبِط أو يُنافس أهل الثروات، وأهل الممتلكات والمخترعات ، ولا يعجب بهم ، ولا يتمنى ما هم فيه ، فقد قال الله تعالى: وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى فإن هذه الشهوات، وهذه الممتلكات فتنة لكل مفتون ، ولا ينخدع بها وبأهلها إلا ضعفاء البصائر ، فلو كانت الدنيا تَزن عند الله جناح بعوضة ما سقى منها كافرا شربة ماء ، وقد جاء في الحديث: الدنيا سجن المؤمن وجنة الكافر كما أننا نُوصي من يريد نجاة نفسه ، أن يتحصن بما أباح الله له فيبادر إلى الزواج المبكر ، حتى لا يقع في الفواحش بسبب الفتن التي تُعرض أمامه ، من النساء المتبرجات، والصور الفاتنة عبر القنوات الفضائية ، وفي الصحف، والمجلات المحلية والأجنبية ، فمتى حصن نفسه لم تَنبعث له هِمَّة إلى تلك الشهوات المُحرمة ، وهكذا - أيضا - يبتعد عن سماع الأغاني والملاهي ، فإن الغِناء بريد الزنا ، وهو يُنبت النفاق في القلب كما يُنبت الماء الزرع ، وهكذا عليه أن يبتعد عن مجالسة العُصاة والفسقة ، الذين يدعون إلى تعاطي المُسكرات، والمُخدرات، وشرب الدخان، وأكل القات ، وغير ذلك من المحرمات ، ويقتصر على ما أباح الله له من المآكل والمشارب ، فإن فيها غُنية عن الحرام. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س فضيلة الشيخ في هذا العصر صار الناس أكثر عرضة لأمراض الشبهات والشهوات في ظل ما تبثه القنوات

عدد المشاهدات

532