فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » السفر لبلاد الكفار » [ 4600 ] حكم من سافر إلى بلاد الكفار

السؤال

نحن الجالية المسلمة في جمهورية التشيك نجد معاناة كبيرة في أمور كثيرة وخصوصًا في أمور الأطعمة وغيرها فنرجو من فضيلتكم الإفادة في المسائل التالية: 1) ما حكم العمل لدى مطعم من ضمن وجباته لحم الخنزير ويقدم الخمور إذا كان الشخص عمله كالآتي: ?- يعمل بصنع الوجبات التي من مكوناتها لحم الخنزير ?- يعمل بتقديم الوجبات التي يدخل من ضمنها أحيانا تقديم لحم الخنزير ?- يعمل في هذا المطعم على ألا يشارك بنفسه في تقديم أو صنع ما منه لحم خنزير أو خمر كالمحاسب والمنظف. علمًا أن فرص العمل في البلد قليلة جدًّا وعلى فرض ترك العمل فمن الصعب جدًّا الحصول على عمل آخر وفيه حرج كبير وخاصة إذا كان العامل ربًّا لأسرة. 2) نعمل في تلك البلد ولا نستطيع أداء صلاة الجمعة في وقتها مع المسلمين وذلك بسبب وجود بعض المحاضرات الدراسية للبعض طيلة فترة الدراسة وتستمر المحاضرات إلى خروج وقت الظهر، والبعض الآخر لديه عمل ومنعه صاحب العمل من الحضور لأداء صلاة الجمعة ولو لساعة وبحضوره يتعرض للعقوبة وربما للطرد مع تكرار الخروج للجمعة وبطرده يصعب الحصول على عمل آخر وفيه ضرر كبير لمن يعول أسرة. علمًا أن بعضهم عرض على صاحب العمل أن يخصم راتبه لذلك اليوم فرفض علمًا أن صاحب العمل مسلم. 3) كيفية الذبح في المسلخ حيث تمر الدواجن بماء مكهرب وتصعق فيه ولا تموت، ثم تذبح ويصفى دمها بالآلة أوتوماتيكيًّا، أو يذبحها بعد ذلك رجل مسلم أو كتابي ملتزم، ويذكر اسم الله عند تشغيل الآلة، وتم إخراج الدجاج الذي يموت قبل وصوله إلى الآلة أو قبل ذبحه وتصفية دمه. 4) تشيكي أسلم حديثًا وبعصمته زوجته نصرانية من الطائفة الأرثوذكسية المتعصبة ومعه طفل وامرأته حامل بطفل آخر وزوجته لا تعلم بإسلامه وترفض مبدأ إسلامه ولو علمت بإسلامه لأخذت الأطفال حسب نظام الدولة أن الحضانة للمرأة ويسأل في أمور الصلاة كيف يصلي علمًا أن منزله صغير جدًّا ( صالة، مطبخ، دورة مياه) ولا يمكن غالبًا الصلاة في الخارج إلا صلاتي الظهر والعصر جمع تأخير بعد خروجه من العمل ومروره ببيت أحد أقاربه المسلمين والصلاة فيه ويجد الحرج في أداء صلاة الفجر وصلاتي المغرب والعشاء وكذلك الظهر والعصر في عطلة الأسبوع ويسأل عن حكم الصلاة إيماءً بطرفه وجمع الصلوات علمًا أنه أسلم حديثًا ويطلب الحل في ذلك. 5) ما حكم توريث المسلم من الكافر في البلاد الكافرة علمًا بأنه قد يسلم الشخص وحين يعلم أنه لا يرث من مورثه المخالف له في الدين قد يؤدي إلى نفوره من الإسلام وذلك لإنصراف المال إلى إخوانه الذين على ملة مورثهم مع قلة فرص العمل والحصول على المال. - مع الإشارة إلى أن الورثة الآخرين من الكفار ربما استفادوا من هذه الأموال بإنفاقها في المحرمات والمعاصي ويحرم منها المسلم بسبب مخالفته لدين مورثه. 6) رجل يعمل في السلك الدبلوماسي لدى إحدى الدول الإسلامية وعمله في دولة كافرة ويسعى من خلال عمله لخدمة الدين والمسلمين في تلك البلاد ولطبيعة عمله فإنه يُدعى للحفلات التي يدار فيها الخمر وهو ملزم من مرجعه بالذهاب لتلك الحفلات حسب طبيعة عمله فما حكم جلوسه على طاولة يدار فيها الخمر مع كرهه لذلك ورغبته في العمل لنصرة المسلمين في هذه البلاد. 7) رجل مسلم يريد الزواج بامرأة كتابية عفيفة في دولة كافرة ويسأل عن الولي عن تلك المرأة: - هل يتولى والدها أو أخوها عقد نكاحها إذا كان على دينها علمًا أن المعمول به الآن في المركز الإسلامي في براغ هو اختيارها لولي لها كوكيل عنها من المسلمين من أعضاء المركز الإسلامي فيزوجها. - إذا كان ما ذكر جائز فما حكم عقود الأنكحة السابقة التي عقدت في المركز بالطريقة المذكورة أعلاه؟

الجواب

*_أولًا:_* جاء في الحديث قوله صلى الله عليه وسلم الحلال بين والحرام بين وبينهما مشتبهات لا يعلمهن كثير من الناس فمن اتقى الشبهات استبرأ لدينه وعرضه، ومن وقع في الشبهات وقع في الحرام فإذا كان هناك حيوانات ذبحت بغير الطريقة الشرعية، فلا يجوز بيعها على المسلمين، وأما النصارى ونحوهم فإنهم يستحلون الميتة أو ما ذبح بغير طريقة شرعية، فنرى أنه يجوز بيعها عليهم عند الحاجة، إذا لم تجدوا عملًا غير هذا المطعم الذي هو مصدر رزقكم بعد الله تعالى، وصعب أن تجدوا عملًا غير هذا المطعم، ولم تستطيعوا توفير اللحوم المذبوحة على الطريقة الشرعية لمضاعفة سعرها، وعدم التمكن من توفير الكمية المرادة منها، ونصحتم المسلم الذي يريد الشراء منكم وأخبرتموه بصفة ذبحها. _*ثانيًا:*_ الكسب الناتج مما ذكر أعلاه مباح بهذه الشروط. _*ثالثًا:*_ كيفية الذبح في المسلخ ومرور الدواجن بذلك الماء الذي فيه كهرباء تصعق فيه ولا تموت، ثم تذبح ويصفى دمها بتلك الآلة الأوتوماتيكية، أو يذبحها بعد ذلك رجل مسلم أو كتابي ملتزم، ويذكر اسم الله عند تشغيل الآلة، وإخراج الدجاج الذي يموت قبل وصوله إلى الآلة أو قبل ذبحه وتصفيه دمه، فنرى أن ذلك لا بأس فيه. _*رابعًا:*_ لا يجوز العمل في صنع الوجبات التي من مكوناتها لحم الخنزير، لنجاسته وتحريمه، ولما في ذلك من ملاقاة النجاسة. _*خامسًا:*_ لا يجوز العمل بتقديم الوجبات التي يدخل من ضمنها تقديم لحم الخنازير أو غيره من المحرمات كالميتة والدم والخمر، فإن ذلك فيه تعاطي مس النجاسة وتعاون على الإثم والعدوان. _*سادسًا:*_ إذا كان العامل في المطعم يعمل محاسبًا أو منظفًا جاز له العمل فيه إذا لم يجد غيره، بشرط ألا يشارك بنفسه في تقديم اللحوم المحرمة أو الخمور، ولا يعمل في صناعتها، وعليه أن يلتمس عملًا حلالًا سالمًا من الشبهات ولو كان دخله قليلًا، وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا . _*سابعًا:*_ صلاة الجمعة فريضة على كل مسلم مع الجماعة، ورد في تركها إثم عظيم كحديث: من ترك ثلاث جمع تهاونًا طبع الله على قلبه وتسقط عن المريض والمسافر لأجل المشقة، وتسقط عن البعيد وعن المملوك الذي يشتغل بخدمة سيده إذا كان المسجد بعيدًا، ومتى فاتت ولم يتمكن منها المسلم فإنه يقضيها ظهرًا ولو بعد: وقت الجمعة بساعة أو ساعتين، ومتى كانت الدراسة ضرورية ولا يستطيع الخروج في زمن المحاضرة اعتبر ذلك عذرًا، فإن لم تكن ضرورية فلا يجوز تقديمها على صلاة الجمعة إذا قلنا بوجوبها على المقيمين، وأما صاحب العمل فنشير عليه أن يلتمس عملًا آخر يتمكن معه من أداء الصلوات في أوقاتها ومن جملتها صلاة الجمعة، فعليه أداء صلاة الجمعة والجماعة ولو طرده صاحب العمل، وعلى الجميع أن يذكروا صاحب العمل المسلم بوجوب الجمعة عليه وعلى عماله المسلمين وما ورد من الإثم في ترك صلاة الجمعة والجماعة، وإذا أصر وعاند فعلى العمال أن يتركوا العمل عنده، ويلتمسوا غيره، فلعله إذا رأى تركهم للعمل يتوب إلى الله، ويمكنهم من الصلاة. _*ثامنًا:*_ هذا الذي أسلم عليه أن يعلن إسلامه، ويخبر زوجته بذلك، وله أن يمسكها وهي على دينها فإنه يجوز للمسلم نكاح الكتابيات، فإن وافقت على الإسلام أو رضيت بالبقاء معه فهما على نكاحهما، وإن اختارت الفراق وفرقت الدولة بينهما فله المطالبة بالأولاد بعد سن الحضانة وهو سبع سنين، وعليه أن يعلن دينه ويصلي الصلاة لوقتها ولا يخفيها، سواء صلى في منزله أو خارج المنزل، أو في مقر عمله، ولا تجوز الصلاة بالإيماء بطرفه أو برأسه، حيث إن من أركانها الركوع والسجود والقيام والقعود، كما لا يجوز له جمع الصلوات من غير عذر؛ مطر أو سفر أو مرض، بل عليه أن يصلي كل صلاة في وقتها ولو أدى ذلك إلى طرده من عمله أو من بلده، فإن له أن ينتقل إلى بلد أخرى. _*تاسعًا:*_ نرى في هذه الحال توريث المسلم من أبيه الكافر لما ذكر من المفاسد بحيث إن الإنسان ينفر من الإسلام إذا علم بأنه يحرم من الميراث، وإذا علم أن بقية الورثة غير المسلمين يأخذون تلك الأموال وينفقونها في المحرمات والمعاصي وفي حرب الإسلام والمسلمين، فنرى في هذه الحال أنه يحكم بتوريث المسلم ترغيبًا له في الإسلام، ولأن الإسلام يعلو ولا يعلى عليه، وبهذا قال بعض أهل العلم وحملوا حديث أسامة على ما إذا لم يترتب على الحرمان مضرة على المسلمين. _*عاشرًا:*_ لا يجوز حضور الولائم ولا الحفلات التي يدار فيها الخمر أو ترفع فيها شعائر الكفر، لكن إن ترتب على الحضور دعوة إلى الله ونصرة للدين، وخدمة للمسلمين، ورغبة في نصرة المسلمين في تلك البلاد، وحصل إلزام للإنسان من مرجعه بالذهاب لتلك الحفلات حسب طبيعة عمله، فإنه معذور، ولكن عليه أن ينصح أهل ذلك المكان من المسلمين، وينكر عليهم بحسب القدرة، وإن قدر على عدم الحضور وعذره مرجعه، فعليه ترك الحضور حتى يسلم من إقرار المنكرات. _*حادي عشر:*_ يجوز أن يتولى العقد لها أبوها أو أخوها الذي هو على دينها، هكذا عند بعض العلماء، وقد ذكر آخرون أن من شروط الولي في النكاح الإسلام والعدالة واتفاق الدين، ولعل ذلك خاص بما إذا كان الزوجان مسلمين كما يجوز أن يتولى العقد رئيس المركز الإسلامي، إذا توفرت فيه شروط الولي، كالإسلام والحرية والعدالة ونحوها، فقد جاء في الحديث: فإن تشاجروا فالسلطان ولي من لا ولي له والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

نحن الجالية المسلمة في جمهورية التشيك نجد معاناة كبيرة في أمور كثيرة وخصوصا في أمور الأطعمة وغيرها فنرجو

عدد المشاهدات

755