فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » قضايا الهجرة والجنسية » [ 11677 ] حكم الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام أو العكس

السؤال

س: لدينا بعض التساؤلات على بعض المسائل والإشكالات التي حوتها حاشية كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب (رسالة الأصول الثلاثة) : في مسألة الهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام، جاء في ص112 قول المحشي: فإنه إذا كان في بلد لا يقدر على إظهار دينه والتصريح به وتبينه، وجب عليه مفارقة ذلك الوطن لإظهار دينه. ا هـ. يذكر بعض المتحمسين أن بلاد الكفر الآن فيها الحرية المطلقة يستطيع فيها المسلم إظهار دينه عكس بعض البلاد العربية، ويستدلون بقصة هجرة المسلمين إلى الحبشة رغم وجود جماعة المسلمين بمكة وغيرها من الشبه، ومما يُخشى منه أن مثل هذه الشبه بدأت تسري في نفوس الكثيرين، فهل من نصح وإرشاد لإزالة هذه الشبه، وإبانة الحجة؟

الجواب

الهجرة واجبة من بلاد الكُفر أو البلاد التي يُحكم فيها بالكفر ويُحارب فيها المُسلمون ويُذل المُسلم ويُهان ويُضطهد ويُمنع من إظهار شعائر دينه كمنعه من الصلاة علنًا في المساجد ومنعه من الدراسة في الجامعات الإسلامية، ومنعه من تربية لحيته ومن سماع الإذاعات الإسلامية، ومنع النساء من التستر إذا خرجن في الأسواق وإلزامهن بنزع الحجاب وكشف الوجوه والرءوس، وكذلك إذا كان ولاة تلك البلاد يحكمون بغير الشرع ويعطلون الأحكام الشرعية فلا يرجمون الزاني ولا يجلدونه بل يبيحون للمرأة الزنا بغير رضا زوجها أو أبيها، وكذلك يُبيحون شرب الخمور ويعلنون بيعها ويعطلون الحدود كجلد الزاني والقاذف والشارب وقطع يد السارق وقتل القاتل، ففي هذه الحال على المسلم المتمسك بالسُّنة الهرب من هذه الدولة إذا كان يستطيع ذلك حتى ينجو بنفسه ويسلم على عقيدته ويتمكن من عبادة ربه وطاعته، وبذلك يقدر على إظهار دينه، فإن عجز عن الخروج فهو معذور لقول الله تعالى: إِلَّا الْمُسْتَضْعَفِينَ مِنَ الرِّجَالِ وَالنِّسَاءِ وَالْوِلْدَانِ لَا يَسْتَطِيعُونَ حِيلَةً وَلَا يَهْتَدُونَ سَبِيلًا . فأما إذا كانت البلاد فيها شعائر الإسلام يُرفع فيها صوت المؤذنين وتُقام فيها الصلوات ويحضر المصلون إلى المساجد، ويُدرس فيها القرآن، ويُعمل فيها بشرائع الإسلام ولكن تظهر فيها بعض الشعارات التي يتظاهر بها العُصاة ونحوهم، فمثل هذا لا يلزم أن يُهاجر لأنه يقدر على إظهار دينه ويستطيع الإصلاح بحسب قدرته، ونقول إنه يجوز أن يفر المسلم من الدولة التي تتسمى بالإسلام ولكنها تُحارب من يتظاهر بشعائر الدين الإسلامي وتخاف أن يثوروا عليها وأن يُنفروا الشعب من طاعة الولاة وتُسمي أولئك المتمسكين إرهابيين وثوريين ومُتزمتين وغُلاة وأصوليين وما أشبه ذلك، ومتى ظفرت بأحد من أهل التمسك فإنها تُعذبه وتودعه في السجون، لا شك أن مثل هؤلاء يُفضل الخروج منهم ولو إلى بلاد الكُفار التي يأمن فيها المُسلم على دينه ويعبد ربه ويتمسك بشعائر الدين إذا أمن على نفسه وعلى زوجاته وعلى أولاده أن يخرجوا من الدين، ومع ذلك عليه أن يلتمس بلادًا إسلامية يلجأ إليها حتى يسلم من بلاد الكُفار، والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س لدينا بعض التساؤلات على بعض المسائل والإشكالات التي حوتها حاشية كتاب الشيخ محمد بن عبد الوهاب رسالة

عدد المشاهدات

497