فتاوى ابن جبرين » معاملات » أحوال شخصية » الحضانة » الأحق بالحضانة » [ 11532 ] حضانة الأولاد

السؤال

إنني- يا شيخ - إحدى بنات هذا الدين الإسلامي المتسم بعدالته وإنصافه لحقوق المرأة. .. وعندما سمعت يا شيخ قصة المرأة التي جاءت لأحد السلف فقالت له متحدثة عن ابن لها: لقد كان بطني له وعاء وحجري له حواء وصدري له سقاء. .. ثم يزعم أنه أحق به مني. .. فحكم لها القاضي بالابن. عندما سمعتها دمعت عيني ألمًا وحسرة علي أبنائي حيث إن الله عز وجل قد قدر على أن أفترق عن زوجي بعدما أنجبت منه طفلين إحداهما ذكر ويبلغ من العمر 12 عامًا والآخر أنثى وتبلغ 11 عامًا. والآن مضى على طلاقنا ست سنوات عاش الطفلان خلالها ما بيني وبين والدهما سنة عندي وسنة عنده وهكذا. وحيث إنني غير متزوجة يا شيخ؛ وذلك خوفًا من أن يحرمني والدهم من رؤيتهم فقد طالبته هذه السنة بحضور الأولاد عندي نهاية كل أسبوع ولكنه لم يلتزم بذلك، فأصبحت أحرم من رؤية أبنائي لمدة قد تزيد على الشهر أو تنقص حتى إذا أتى بهم إلي فإنهم يأتون في وقت متأخر من الليل ثم يأخذهم مني في ظهر اليوم التالي. ومما يزيدني ألمًا وحسرة على أبنائي أن والدهم - هداه الله - غير جدير بالولاية فهو رجل لا يصلي بتاتًا ولا حول ولا قوة إلا بالله. أيضًا هو رجل كثير السفر للدول الأوروبية والخارجية بزعم التجارة، والأدهى يا شيخ أنه عندما يسافر إلى بلده " الشام " يصطحب أبنائي معه إلى أماكن العري والفساد والخمر والخناء والرقص والغناء نسأل الله السلامة والعافية. وأنا - يا شيخ - أم ولك أن تتصور مدى الألم الذي يعتصرني ويعصر فؤادي عندما أعلم أنهم بصحبة أب متعاطٍ للخمور وفي تلك الملاهي، والله المتستعان. وسؤالي يا شيخ: هل لي حق الحضانة والحال هكذا ؟ علمًا بأن والدهم تزوج بأخرى وطلقها ومعها منه ولد وأرسلها إلى الشام والآن هو متزوج بثالثة وهي الأخرى غير جديرة بالولاية لإخلالها بكثير من الأمور الشرعية فهل تحق لي الحضانة؟ وإذا لم استحقها فهل لي الحق بمطالبة والدهم بتخصيص نهاية كل أسبوع "الأربعاء إلى الجمعة" لرؤية أبنائي؟ وفي الإجازة: هل يحق لي بمطالبة والدهم بقضاء نصف الإجازة لدي ؟ فأرجو من فضيلتكم بيان الحكم الشرعي في هذه المسألة علمًا -يا شيخ- أن ابنتي البالغة 11 عامًا تعاني من مرض القلب وهي محتاجة إلى عناية ومتابعة خاصة، وهي الآن تعاني من مشاكل نفسية وتطلب دومًا مني الإقامة عندي وتلح في ذلك، مع أن والدها - هداه الله - قائم بالواجبات المادية تجاه أبنائه على أكمل وجه ولكن الأبناء ينقصهم الكثير من الأمور المعنوية. جعل الله ذلك- يا شيخ - في ميزان حسناتك ونفع الله بك الأمة الإسلامية وجعلكم الله دومًا بالعدل آمرين وبالحق مهتدين.

الجواب

لقد فهمنا هذه القصة المحزنة ولكن لا غرابة من وجود أمثال هذا الرجل في هذا الزمان، فنقول: إن لك أن تشتكي وتطالبي بتربية أولادك والقيام بتعليمهم وحفظهم وصيانتهم، ولك أن ترفعي الأمر إلى القضاة وتذكري عند القاضي ما تعرفينه من صفات والدهم التي تقتضي منعهم من الجلوس عنده مخافة أن يفسدهم فيتربوا على ترك الصلاة وشرب الدخان وتعاطي المسكرات وسماع الأغاني، فمتي ثبت عند القاضي أن والدهما يتصف بهذه الصفات ويسافر بهم إلى بلاد يتعرضون فيها للفساد فإنه يحكم بعدم صلاحيته للولاية وانتزاعهم منه وتولية الأم أو غيرها من أهل الصلاح والاستقامة، وهكذا إذا ثبت أنه يولي عليهم زوجته التي تخل بكثير من الأمور الشرعية، وهكذا إذا كانت البنت مريضة فلا يصلح لتمريضها إلا الأم ثم إني أنصحك أن تتزوجي فلا تنقطعي عن الزواج خوفًا من عدم تمكين أبيهم من زيارتك فإن لهم المطالبة بالزيارة أو البقاء عند أمهم ولو كانت متزوجة سيما إذا شرط على الزوج تمكين الأولاد من الزيارة وتمكين الأم من الولاية. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

إنني يا شيخ إحدى بنات هذا الدين الإسلامي المتسم بعدالته وإنصافه لحقوق المرأة وعندما سمعت يا شيخ قصة

عدد المشاهدات

534