فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » أقسام السفر » طلب السفر » السفر المباح » [ 10157 ] معنى السياحة عند السلف الصالح
السؤال
- س: هل كان السلف يعرفون السياحة بمعناها الحالي؟ وعلى ماذا تُحمل الأبيات الشعرية الكثيرة التي تدعو للسفر والتغرب عن الوطن، كمثل قول الشاعر: ................................ وسـافـر ففي الأسفــار خمـس فـوائد ؟
الجواب
- إذا أريد بالسياحة ما يعرف بسفر النزهة، والتقلب في الديار لأجل الفرجة، فهذا لم يكن مشهورًا في زمن السلف، وإنما المعروف السفر لطلب العلم، أو لزيارة الصالحين، أو لالتماس الرزق الحلال والكسب المباح، وقد كثر النقل عن السلف في تنقلهم، وكثرة أسفارهم للتعلم، كما ذكر عن الخطيب البغدادي حيث غاب عن بغداد نحو أربعين عامًا، وهكذا فعل ابن منده وذلك في التزود من العلم، وهكذا من هرب من بلده إذا كثر فيها الفساد، كما فعل الخرقي في انتقاله من العراق لما كثر فيها سب الصحابة رضي الله عنهم، وقد يدخل في ذلك السفر للجهاد، وهو غالب أسفار النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وهكذا السفر للدعوة إلى الله تعالى، وقد قص الله علينا سفر موسى إلى مجمع البحرين للتزود من العلم الذي يوجد عند من هو أعلم منه، وكذا سفر ذي القرنين حتى بلغ مغرب الشمس، ثم بلغ مشرق الشمس، وذلك للدعوة إلى الله تعالى، وتبليغ شريعته، وقد كثر أيضًا الانتقال إلى البلاد النائية لطلب الرزق، وهكذا الأسفار والضرب في الأرض للتجارة، وقد ذكر الله تعالى ذلك في قوله تعالى: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ أي يسافرون لطلب المال الحلال، وعلى هذا يحمل ما روي من النظم في فائدة التغرب والسفر كقول الشاعر :........ مع ما كان السفر عليه إذ ذاك من المشقة، حتى قال النبي صلى الله عليه وسلم : السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم نومه وراحته، فإذا قضى نهمته فليسرع الفيئة أو كما رواه مسلم وقد سهلت الأسفار في هذا الزمان، وزالت تلك الصعوبات، وقريب المسافات الطويلة. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ملخص الفتوى
- س هل كان السلف يعرفون السياحة بمعناها الحالي؟ وعلى ماذا تحمل الأبيات الشعرية الكثيرة التي تدعو للسفر والتغرب
عدد المشاهدات
- 505