فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » شروط السفر الذي تتغير به الأحكام » من شروط السفر الذي تتغير به الأحكام القصد (تعريفه) » السفر للسياحة » [ 10155 ] تعريف السياحة والمقصود منها شرعا
السؤال
- س: ما هي السياحة؟
الجواب
- الحمد لله رب العالمين، والعاقبة للمتقين، ولا عدوان إلا على الظالمين،
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له ولا معين، وأشهد أن محمدًا عبده
ورسوله الصادق الأمين، صلى الله عليه وسلم وعلى آله وأصحابه أجمعين. وبعد
فهذه أجوبة تتعلق بالسياحة في الأرض، وما يباح منها، وبيان الوصف الذي مدح
الله به عباده المؤمنين، وذلك لما وقع فيه الناس هذه الأزمنة من كثرة
التجول في أقطار الأرض، وما حصل من الخلق الكثير الذين أمضوا الكثير من
الأزمان، وأفنوا أكثر الأعمار، وأنفقوا الأموال الطائلة باسم النزهة
والترفيه والاطلاع، وقد علم أن الله تعالى أمر بالسير في الأرض كما في قوله
تعالى: أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وقال
تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ ثُمَّ انْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُكَذِّبِينَ وقال تعالى:
أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا وقال
تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الْمُجْرِمِينَ وقال تعالى: قُلْ
سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ بَدَأَ الْخَلْقَ وقال تعالى: أَوَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ
فَيَنْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ في سورة الروم وسورة فاطر، وقال
تعالى: قُلْ سِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَانْظُرُوا كَيْفَ كَانَ عَاقِبَةُ الَّذِينَ مِنْ قَبْلُ فالسير في
هذه الآيات يراد منه النظر في الآيات والآثار، ونهاية من قبلنا، وكيف كانت
عاقبتهم، ففي ذلك عبرة وموعظة لمن فكر ونظر بقلبه، حيث يرى المساكن
الدامرة، والقبور الداثرة، والعظام النخرة، ويرى تقلب الدنيا بأهلها، حيث
قد ملكها من قبلنا، وتصرفوا فيها، وسيطروا على الخلق، وفتكوا وظلموا،
وجاروا أو عدلوا، وأقسطوا، فكانت نهايتهم أخبار وآثار، كما قال الشاعر:
تلـك آثـارنـــا تــدل علينـــا فـانظــروا بـعدنــا إلى الآثــار وهكذا
يستفيد من يسير في الأرض التفكر في عجائب المخلوقات، وغرائب الموجودات، ففي
الأرض آيات للموقنين، حيث يشاهد اختلاف البقاع من الأرض، والجبال، والوهاد،
والأودية، فتارة تجد أرضًا رملية وكثبا مرتفعة كالجبال، وتارة تسير في صحراء
ترابية مستوية، لا ترى فيها عوجًا ولا أمتا، خالية من الجبال والرمال،
والأودية، وتارة تقع على أرض صخرية فيها الجبال الرقيعة، والآكام، والضراب
والحرات، وتارة تعثر على أرض خصبة ذات أشجار وأزهار، ونبات مختلف الألوان،
وهكذا ما بث الله على الأرض من الدواب، والحشرات، والطيور، والوحوش، وأنواع
الحيوانات، وهكذا سيرك في البحار الممتدة على وجه الأرض، وتنظر إلى تلاطم
أمواجها، وزبدها، وما فيها من الحيوانات، والدواب، والمخلوقات التي لا
يحصيها إلا الله تعالى، فمن سار في الأرض سائحًا لهذه المقاصد فإنه يرى
العجب العجاب، ويرجع متأثرًا مستفيدًا عبرة وفكرة، ومواعظ، ودلالات على قدرة
الله تعالى، وعجيب صنعه في خلقه. ,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س ما هي السياحة؟
عدد المشاهدات
- 440