فتاوى ابن جبرين » عبادات » الجنائز » غسل الميت » فضل غسل الميت » [ 9271 ] فضل تأسيس وإنشاء مغاسل الأموات والمشاركة بالتغسيل

السؤال

العمل الخيري في بلادنا من ثوابت العقيدة الإسلامية ودعوتها إلى الأعمال الخيرية في شتى مناحي الحياة، ومن منطلق أن هذه الأعمال الخيرية تساهم بصورة فعالة في توطيد أواصر المجتمع وتدعيم مبادئ التكافل والرحمة بين أفراده. وإذا كان العديد من أفراد مجتمعنا السعودي يتبارون في تقديم الخير في أوجه كثيرة، وأياديهم مشهود لها في كافة أرجاء العالم، فإن ما نستطيع الإشارة إليه هنا قصور بعض الجوانب أو إغفالها من العمل الخيري على سبيل المثال إنشاء "مغاسل الأموات"، لذلك نتساءل عن الرأي الشرعي في: 1- فضل تأسيس وإنشاء المغاسل؟ 2- فضل المتعاونين في المشاركة بعملية الغسيل؟

الجواب

فضل تأسيس وإنشاء مغاسل الموتى: لا شك في وجوب تجهيز الموتى بما ورد في السنة وأن ذلك من فروض الكفاية، ومع ذلك فإن فيه أجر كبير مع الاحتساب، حيث إن الميت المسلم قد فارق الدنيا وانقطع عن العمل وعن الحركة، وإن تجهيزه إلى دفنه من الضروريات حيث إنه لا حركة فيه ولا رأي له، فلا بد أن يتولى ذلك إخوته المسلمون. وحيث إن هذه المغاسل الحديثة مجهزة بكل ما من شأنه المساعدة على هذا العمل من الماء والسدر والكفن والحنوط وأدوات التغسيل والتجهيز، فإن إنشاءها في القرى والمدن من أفضل القربات، والنفقة في إنشائها وتأسيسها وعمارتها من أفضل الصالحات حتى تيسر التغسيل وما بعده بسهولة، و قد حصل بها راحة وسهولة في هذه الأعمال الخيرية. فمن أنفق فيها وأعان على إنشائها محتسبًا فله أجر كبير. فضل المتعاونين في المشاركة بعملية الغسيل: من الضروري وجود متعاونين ومشتركين في عملية التجهيز حتى يتم ذلك، وحيث إن العمل بحاجة إلى تدرب وسبق تعليم ومشاركة في أولية التجهيز، فإن المساهمة في هذه الأعمال تعتبر من أفضل القربات. وقد وفق الله تعالى كثيرًا من الرجال والنساء أعدوا أنفسهم لهذا العمل وتبرعوا بجزء من وقتهم للقيام بتجهيز الموتى محتسبين لذلك الأجر والثواب. وهناك بعض الإخوان تعلموا ذلك بالفعل والقول فأصبحوا أهل خبرة ودراية بعملية التجهيز بدءًا من حضور الميت وتلقينه وتغميضه وحتى الانتهاء من دفنه وما يعمل بعد الدفن، فنفع الله بهم وأراحوا إخوانهم من طلب التغسيل وما بعده. فنهيب بالمسلمين من كان ذا قدرة وقوة من رجل وامرأة أن يحتسب ويتعلم ويعد نفسه وينتظم في سلك بعض المغاسل حتى إذا احتيج إليه كان مستعدًّا للتجهيز، فما أعظم أجره عند الله. ونهيب بأهل الجدة والثروة أن يزودوا المغاسل بالمال لشراء الأكفان والحنوط وما يحتاج إليه حتى يتيسر للمسلمين تولي هذه الأعمال الفاضلة وخدمة المسلمين أحياء وأموات. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

العمل الخيري في بلادنا من ثوابت العقيدة الإسلامية ودعوتها إلى الأعمال الخيرية في شتى مناحي الحياة ومن منطلق

عدد المشاهدات

1194