فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الجماعات الإسلامية والدعوة إلى الله » [ 823 ] جماعة التبليغ ومنهجهم في الدعوة ومدى مشروعيته

السؤال

س: وبعد هذه المصافحة يا فضيلة الشيخ، يذهبون إلى القرية، وقبل الدخول يدعو أحد أفراد هذه الجماعة، والآخرون يُأَمِّنون، وهذا الدعاء هو دعاء دخول القرية ، بالإضافة إلى هداية الناس، ثم يدخلون القرية، ويجتمعون عند، المسجد ويجددون النية وما قصدوه من دخول المسجد، ويدخلون المسجد، ويقومون بزيارات، وعند الذهاب إلى ذلك الشخص يجتمع اثنان أو أكثر- الذين سوف يزورونه- ويدعون له عند باب المسجد الخارجي، وكذلك عند خروج الجولة، وهي تتكون من ثلاثة إلى تسعة أشخاص، يفعلون ذلك الدعاء، ويجعلون واحدًا في المسجد في الذكر يدعو لهم، ويذكر الله، ويقولون: نحن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وبعد إلقاء البيان يجلس ذلك المبين ويدعو ويأمنون خلفه. فهل هذه الأقوال والأفعال وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح؟ وما رأيكم؟

الجواب

هذا الفعل مما يدخله الاجتهاد، فذهابهم إلى القرية يرجون أن يهتدي من يدعونه من أهلها حيث يذهبون إلى بعض العلماء، وبعض القادة، وبعض الأثرياء والمشاهير، ويقصدون بزيارتهم النصح والتوجيه، وإبداء ما لديهم من العلوم والأخبار والنصائح، يرجون أن يتأثر إذا رأى ما هم عليه من التقشف والتقلل من متاع الدنيا والزهد، وفي زينة هذه الحياة الدنيا، فلا بأس بالدعاء عند دخول القرية، وإذا لم يكونوا يحسنون الدعاء، دعا أحدهم والبقية يُأَمِّنون، فيدعون بدعاء دخول القرية نحو: اللهم إنا نسألك خيرها وخير أهلها.. إلى آخره. وهكذا يدعون بهداية الناس كقولهم: "اللهم وفقنا لقبول أقوالنا، ونجاح دعوتنا، وتأثيرنا فيمن ندعوه". ولا بأس بدخولهم في المسجد، فإن المساجد منازل الغرباء، ولا بأس أن يختاروا عددًا معينًا، ' يزورون فلانًا وفلانًا، ولا بأس أن يدعوا عند بابه، أو عند باب المسجد، أو عند خروجهم لجولة. ولا بأس أيضًا أن يدعو لهم إخوتهم الباقون أن يكلل الله جهودهم، وأن ينجح مساعيهم، وأن يوفقهم لقبول دعوتهم، وأن يهدي على أيديهم من أراد به خيرًا، وذلك لعموم الأحاديث التي في فضل الدعاء، وكذا الحث على الدعاء في الكتاب والسنة، ولا بأس بالتأمين على الدعاء، فإن الْمُأَمِّن له أجر الداعي، فإذا قال: آمين، فإنه يعني: اللهم استجب. ولكن.. ينبغي أن يغيروا من هذه العادة أحيانًا، وألا تتخذ كسنة متبعة، بل يسلكون في بعض الأحيان طرقًا مشابهة لها، وإن لم تكن نفس هذه الطريقة؛ وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي من يرسلهم للدعوة إلى الله بالأعمال الصالحة، كقوله صلى الله عليه وسلم: اتقِّ الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تَمْحُها، وخالقِ الناسَ بِخُلُقٍ حسن وكقوله لمعاذ: إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب إلى آخره. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س وبعد هذه المصافحة يا فضيلة الشيخ يذهبون إلى القرية وقبل الدخول يدعو أحد أفراد هذه الجماعة والآخرون

عدد المشاهدات

907