فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » حق الرحم والقرابة » [ 7923 ] رضا الرب في رضا الوالدين

السؤال

س: لي أم أسعى بكل الوسائل لأتشرف ببرها، وهي طيبة القلب، وفيها خير كثير، ولكن عاطفتها تتحكم فيها إلى حد بعيد، مما يترتب عليه بعض التصرفات العفوية والكلمات الشديدة اللهجة في حالة غضبها، وغالبًا أحاول إرضاءها بكل ما أستطيع إليه سبيلا. وموضوعي هو: إن لي قريبًا يسكن معنا في بيتنا، لغرض الدراسة، وهو ابن خالتي، وأخ لأختي الكبرى من الرضاعة، وهو بذلك ليس بأخ لأختي الصغرى، وأهلي يرفضون إعطاءه مفتاح باب المنزل وذلك من أجل أختي الصغرى، وكلما اتصل أحد أصدقائه، ترفض أمي وتغضب من ذلك وتقول: لا أريد أن يتصل به أحد طالما هو موجود في بيتنا؛ لأن الذين يتصلون به من البدو، الذين عاش معهم منذ طفولته. فاقترحت أنا على أهلي أن يتركوا ابن خالتي يسكن في شقة مستقلة، لأن أهله ليسوا في الرياض ولكي يكون حر التصرف من حيث الدخول والخروج، وعندما قدمت اقتراحي هذا عليهم، رفضت أمي بشدة وقالت: إنني ولد عاق، وأنني ولد مسحور، إلى آخر تلك العبارات، وكل ذلك لأني عرضت عليهم اقتراحي، وكان ردي حازمًا لها بأن لا تتكلم على أهل ابن خالتي، لأنها كانت تتكلم عن مواقف حدثت منذ عشرين عامًا. 1ـ هل يُعتبر ردي عليها من العقوق 2ـ لي بعض الأقارب لهم رأي مؤثر على والدتي، ومع ذلك لا يقومون بنصحها خوفًا من المواجهات، أو مجاملة واحترامًا لوالدتي، وهذا موقفهم على الدوام، فما الواجب تجاه موقف هؤلاء ؟

الجواب

ننصحك بمضاعفة البر والطواعية بوالدتك والحرص على ما يجلب رضاها؛ فإن رضا الرب في رضا الوالدين وسخط الرب في سخط الوالدين، فعليك أن تعمل بقول الله تعالى: وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَبِّي ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا وقوله تعالى: فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ثم عليك السعي في إقناعها بما تقترحه فإن لم توافق فانزل على الرأي الذي تختاره هي حيث إن هذا الطالب هو ابن أختها فله مودة في قلبها وقد أرضعته مع ابنتها الكبرى فيكون محرمًا لجميع بناتها أو رضعت بنتها الكبرى من أمه فتكون أخته وحدها فلذلك يدخل المنزل ويستأذن عند الدخول ولا يكون هناك خلوة منه بغير المحارم ولا مانع من إعطائه مفتاحًا يتمكن من الدخول بدون قرع الباب البعيد إن كان ثقة مأمونًا فإنه لا يدخل عند خلو المنزل، وبكل حال فاقتراحك لها ليس بعقوق وإنما هو إشارة ولعلها أن تقبل وإلا فارجع إلى قولها واحرص على أن لا تسخط عليك. 2ـ هؤلاء الأقارب لهم رأيهم ونظرهم وقد عرفوا حالتها وما يعتريها فلا بأس أن يبقوا على ما هم عليه ولا يعد ذلك مداهنة ولا مجاملة ولا مراعاة لما عرفوا عنها من الشدة والصلابة ولك أن تقنعهم حتى يشيروا عليها بالرأي السديد، والله الموفق، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س لي أم أسعى بكل الوسائل لأتشرف ببرها وهي طيبة القلب وفيها خير كثير ولكن عاطفتها تتحكم فيها

عدد المشاهدات

555