فتاوى ابن جبرين » مصطلح الحديث » مسائل في التصحيح والتضعيف » [ 7391 ] من لا يعرفون الله إلا في رمضان
السؤال
- س: سمعت حديثًا مرويًا عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم -: "ما أفلح قوم لا يعرفون الله إلا في رمضان"، فهل هذا حديث صحيح؟ وما المعنى الدقيق لهذا الحديث -إن كان صحيحًا- ؟
الجواب
- لا أعرف هذا حديثًا مرفوعًا، ولكن بعض الأئمة سُئل عن قوم إذا دخل رمضان اجتهدوا في العبادة، فإذا خرج رمضان تركوا العبادة، فقال -رحمه الله-: بئس القوم لا يعرفون الله إلا في رمضان! ومعنى ذلك أن الذي لا يفعل الطاعات، ولا يترك المُحرمات إلا في رمضان هو الذي لا يعرف الله إلا في هذا الشهر، بخلاف المسلم، المؤمن، المُصدق بحق ربه عليه، الذي يعرف أن مرده إلى الله، وأنه سوف يجازيه بعمله، إن خيرًا فخير وإن شرًا فشر، فإنه لا يغفل عن ذكر الله، ولا يترك عبادته طوال حياته، ولا يقترف شيئًا من المُحرمات في أي وقت، لأنه يعرف أن عبادته لا تضيع عند الله -تعالى-، وأن السيئات مدونة عليه في سائر الأزمان، فلا تكون عبادته مؤقتة، ولا شك أن واقع كثير من الناس وصفتهم أنهم لا يعرفون المساجد إلا في رمضان، فتجدهم يواظبون فيه على صلاة الجماعة، وصلاة التراويح، والنوافل، ويقرؤون القرآن، ويحضرون مجالس الذكر، ويتركون اللهو، واللعب، والأغاني، والمُسكرات، وسيئ الكلام، ومتى ظهر رمضان: هجروا المساجد، وتركوا القراءة، وعادوا إلى لهوهم، وسمرهم على المُحرمات، فهؤلاء هم الذين لا يعرفون الله إلا في رمضان، بخلاف أهل الإيمان فليس لعملهم نهاية إلا الموت، لقوله تعالى: وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ أي: الموت، ولأن أحب الأعمال ما داوم عليه صاحبه وإن قل، وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا عمل عملا لزمه، وذلك تعليم منه لأمته. والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ملخص الفتوى
- س سمعت حديثا مرويا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أفلح قوم لا يعرفون الله إلا
عدد المشاهدات
- 1115