فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » دعاة وعلماء » [ 6551 ] نبذة عن الشيخ إبراهيم بن ناصر بن خنيزان

السؤال

س: أرجو كتابة نبذة عن الشيخ إبراهيم بن ناصر بن خنيزان رحمه الله - من خلال معرفتكم به، وأنه من تلاميذ الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله. والله يحفظكم ويرعاكم.

الجواب

هذا الشيخ من زملائنا القدامى، ويرجع نسبه إلى تغلب بن وائل وقد عرفته في عام 1374 هـ حيث كنا ندرس جميعًا على سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم رحمه الله - وعلى الشيخ: إسماعيل الأنصاري وغيره من مشايخنا، ولثقة الشيخ محمد بن عيَّنه مدرسًا في معهد إمام الدعوة قبل التخرج، فواصل التدريس ولم يتمكن من مواصلة الدراسة، ثم عُيِّن قاضيًا في حدود سنة 1379 هـ في الحدود الشمالية في بلدة " الدويد " وقد زرناه في تلك البلدة، وحكى لنا عجائب مما يقع له من القضايا، أما علمه فقط ظهر لنا منه فقه وفهمٌ للمسائل العلمية فقلَّ أن تبحث مسألة إلا وأدلى فيها بقول يكون صوابًا أو قريبًا من الصواب. وكذلك علمه باللغة الفصحى ومفرداتها فهو على جانب كبير من معرفة مفردات اللغة وجُملها وهكذا له معرفة بالأنساب وقبائل العرب فيعرف مرجع أغلب قبائل نجد ويلحقهم بأصولهم من القبائل المشهورة، وله معرفة بالكتب والمؤلفات واستحضار أسمائها ومحتوياتها، ولديه في منزله مكتبة كبيرة تضمُّ غرائب الكتب ونوادرها مما يدل على شدة عنايته بالكتب والحرص على تحصيلها ثم الاستفادة منها، ومعرفة ما يتضمنه كل كتاب بحيث يذكر البحوث ويستحضر مواضعيها من الكتب. وكان - رحمه الله - يحفظ الشعر ويكثر الاستشهاد به ولم يكن ينظمه، وقد رزقه الله بسطة في العلم والجسم رغم أنه لم يكن له ميل إلى الإكثار من المأكولات والمشتهيات وإنما حصل له هذا بالغذاء المعتاد وكثيرًا ما يقع بينه وبين بعض زملائه مناقشة في مدى السمنة وضخامة البدن حيث يستدل على إباحة ذلك أو فضله بقول الله تعالى: وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ ويستدل زملاؤه على الذم بقوله تعالى عن المنافقين: وَإِذَا رَأَيْتَهُمْ تُعْجِبُكَ أَجْسَامُهُمْ وبما ورد عن العرب في عدم الاعتبار بضخامة البدن وغيرها كقول الشاعر : *تـرى الرجـل النحيف فتذدريـه * *وفــي أثوابــه أســد زئـير * *ويعجـبك الطـريـر إذا تــراه * *فيخـلف ظنـك الرجــل الطـرير * *لقـد عظــم البعـير بغـير لبٌ * *فـلـم يســتغن بالعظـم البعـير * *يقــود بـه الصغــير ويمتطيه * *ولا عـــرف لـديـه ولا نكـير * *بغــاث الطـير أكبرهـا بطـونًا * *ولمـم تطـل البـزاة ولا النســور * فكان رحمه الله يجيب عن ذلك بجواب مقنع ويستحضر من الشعر والنثر ما يرجح به جانبه، وكان زملاؤه ينكرون عليه التوسع في الأمور المستجدة المستغربة في ذلك الزمان كلبس الساعة في الذراع وقراءة الجرائد وتتبع الأخبار في الإذاعات، ولكنه يحتج بواقع الناس وبأن الأصل الإباحة حيث لا دليل على المنع، وقد كان رحمه الله مشهورًا بالكرم والجود ولا يهمه ما بذل في الضيافة حيث استزار زملاءه مرارًا وأكرمهم وهكذا ينبسط في النفقة في المناسبات، فهذا ما نعرفه عنه بعد الصحبة، وله ولايات قبل معرفتنا في بعض الدوائر الحكومية يعرفها أهل المعرفة به قديمًا، وكذا له ولايات في القضاء إلى أن توفي - رحمه الله وأكرم مثواه - ولا استحضر وقت وفاته ولا أتذكر أن له مؤلفات، ولكن لما نعرفه عنه من رسوخ المعلومات والقدرة على الكتاب، لا يستبعد أن له بعض المؤلفات، وقد كان يرسل مقالات إلى بعض الصحف فيها اقتراحات ومناقشات وتنبيهات فينشر كثيرٌ منها، ويمكن أن بعضها موجود عند أولاده أو أحفاده. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س أرجو كتابة نبذة عن الشيخ إبراهيم بن ناصر بن خنيزان رحمه الله من خلال معرفتكم به وأنه

عدد المشاهدات

1189