فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » دعاة وعلماء » [ 5487 ] نبذة عن الشيخ

السؤال

س: نطلب من فضيلتكم التكرم بإملاء أو كتابة نبذة عن معرفتكم بالشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله ورعاه ولا سيما في الأمور العلمية والتربوية التي تفيد أمثالي من الطلبة.

الجواب

عرفت هذا الشيخ من نحو خمسين سنة، أو قريب من ذلك، وأول ذلك عندما وكله سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ أن يضع أسئلة للصف الذي نحن فيه التابع لمعهد إمام الدعوة، فوضع أسئلة في المعاملات، وألقاها بنفسه على الطلاب إملاءً، وبقي أمام الطلاب كمراقب لهم، وقد عرفت من تلك الأسئلة قوة معلومات الشيخ وذكاءه وفطانته، وعمق إدراكه. كما عرفت منها حسن أسلوبه وسلاسة عبارته وحسن ملاطفته وأمانته وحبه للعلم وللعلماء، ثم زاد الاتصال به ومجالسته، ومما يدل على قوة معرفته وإدراكه، فبعد نحو ثمان سنين من معرفته الأولى قابلته مع أحد المشايخ وهو الشيخ عبد العزيز بن رشيد فعرفني الشيخ عبد الله على بعد، وقال لزميله: هذا هو فلان نمرة واحد، وذلك لأني عند التخرج كان ترتيبي الأول، وقد سمع بذلك من وقت التخرج، وعرف ذلك مع قله مجالستي له، وأخذ يحثني على المواصلة وعلى نشر العلم وتعليمه والتزود منه. ولم أنقطع طوال هذه المدة عن مجالسته ومجالسة المشايخ الذين يجالسونه، وكان منهم الشيخ أحمد بن عبد العزيز الأحيدب والذي كان معجبًا بالشيخ عبد الله ويحب زيارته واستزارته، فكنا نجلس في تلك المجالس، ويزودنا الشيخ عبد الله بن عقيل بما عنده من الفوائد، التي احتفظ بها في ذاكرته عن مشايخه القدامى. وكثيرًا ما يحضر معه فوائد مكتوبة نظمًا أو نثرًا، وفيها الكثير من الألغاز ومن الحكم والأحكام التي يعايا بها ويحفظ أجوبتها، وهكذا يطرح مسائل قد تكون جديدة تحتاج إلى فكر وإلى تأمل، ومسائل خلافية يطلب من الحاضرين الاشتراك في بحثها في الحال أو في المآل، وهكذا يأمر من حضر من أولاده أو أحفاده أو تلاميذه بالقراءة وبالبحث وبإحضار ما تجدد من الكتب. وقد عرف منه مع طول الممارسة وطول البحث الذي امتد عشرات السنين معرفته الكاملة بالبحوث العلمية والمسائل الفقهية، ومحتويات الكتب القديمة والجديدة، ومؤلفات الفقهاء في المذهب الحنبلي وفي غيره من المذاهب، وترجيحه لكثير من المسائل الخلافية، ومعرفته بالعلماء والمؤلفين وأسماء مؤلفاتهم ومحتوياتها، وبالقواعد الفقهية والأصولية، وغير ذلك مما يدل على قوة معلوماته وكثرة ممارسته للعلوم الشرعية. وقد اتفقت لي مقابلته قبل أكثر من عشر سنين في مجمع الملك فهد لطبع القرآن وعلومه حيث كان ابنه عبد الرحمن يعمل في ذلك المجمع، وأخذ يطلعني على أنشطة أولئك العاملين في طبع المصاحف وطبع التفاسير المتعلقة بالقرآن، بعد أن شرح عبد الرحمن ابن الشيخ عبد الله بعض أعماله في ذلك المجمع، ودل ذلك على سعة اطلاع فضيلة الشيخ عبد الله حيث عرف للمرة الأولى أو الثانية نشاط العاملين هناك، وكذلك مسمى أعمالهم، وجهودهم التي يبذلونها بنصح وإخلاص في خدمة المسلمين في الداخل أو الخارج ومقدار ما يطبع ويوزع في كل عام من المصحف الكريم، ومن تفاسيره، ومن ترجمة معانيه، وما أشبه ذلك. وهكذا أيضًا جلوسه مع أولاده كل أسبوع في مساء يوم الأربعاء، وفتحه الأبواب للزائرين، وعمارته ذلك المجلس بالبحث والاسترسال في المسائل العلمية مع أولاده ومع أخوته ومع زواره وتلاميذه وأقاربه وأصهاره، فيحصل خير كثير وفوائد جيدة يبدأ بطرحها ويذكر ما لديه من المعلومات، ويطلب من الحاضرين المشاركة في الجواب، وقد يعرض أيضًا ما يعن له من الفوائد والمسائل المهمة، ويرجع الزائرون بفوائد جديدة دالة على قوة إدراك الشيخ، ومعرفته بما يتجدد من المسائل التي يفرضها هذا الزمان، والتي لم يتطرق لها الأولون لعدم تفكيرهم في حدوثها، وبالجملة فإن فضيلة الشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل من العلماء القدامى، والذين أدركوا كبار المشايخ، كالشيخ محمد بن عبد اللطيف والشيخ أحمد بن فارس والشيخ محمد بن إبراهيم والشيخ عبد اللطيف بن إبراهيم وغيرهم، وأخذ منهم ومن غيرهم، واستفاد من القراءة والمذاكرة والبحث والتنقيب، وحصل على ما قدر عليه من مؤلفات العلماء قديمًا وحديثـًا، وعمر وقت فراغه بالقراءة في الكتب والمؤلفات، حتى عرف محتوياتها وفوائدها، وذلك فضل الله يؤتيه من يشاء، والله ذو الفضل العظيم. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س نطلب من فضيلتكم التكرم بإملاء أو كتابة نبذة عن معرفتكم بالشيخ عبد الله بن عبد العزيز العقيل

عدد المشاهدات

669