فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » الجماعة والفرقة والفرق » البدع والمحدثات » [ 6328 ] حكم العادات الغريبة وإن كان القصد حسنا

السؤال

س: يوجد في بلادي عادة شائعة بين الناس من قديم الزمان، خاصة في البادية عند أصحاب الماشية وفي بعض القرى، يجتمع الناس في مكان معين ويقرءون القرآن الكريم ويختمونه مائة مرة، مائتين مثلا وربما أكثر، وكل شخص يأتي بما عنده من أكل، تجد شخصًا يأتي بذبيحة، والآخر بإناء مليء بحليب أو بعض المأكولات المعروفة عندهم، والغرض من تلك التلاوة أنهم يطلبون الرزق من الله سبحانه وتعالى، وخاصة طلب نزول المطر إذا تأخر نزوله عن موعده المحدد، واشتد الجوع بين الناس والبهائم، وكذلك يقرأونه إذا حلت أي مصيبة بالناس أو بالبهائم كالأمراض مثلا. السؤال: هل في ذلك شيء؟ وما نصيحة فضيلتكم؟

الجواب

هذه عادة غريبة. وإن كان قصدهم حسنًا، والأولى أن يقرأ كل بنفسه، وأن يكون ذلك في المساجد، وأن يكثروا من الذكر والدعاء والاستغفار وقراءة القرآن وتدبره، وتفقد أنفسهم وتطهيرها من المعاصي والذنوب التي قد تسبب تأخر الغيث. ويجوز أو يسن الاجتماع في المسجد لقراءة القرآن وتدارسه بينهم بأن يقرأ واحد، ويحفظ عليه الآخرون، ثم الآخر، ويحفظون عليه حتى يصححوا الأخطاء ويقرءوا القرآن على الصواب، فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم : ما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة... إلخ وأكثر ما تطلق بيوت الله على المساجد، فإذا اجتمعوا بعد الظهر أو العصر أو المغرب أو العشاء، وقرءوا كل يوم ثلاثة أجزاء أو نحوها ختموا في شهر ثلاث ختمات أو أكثر، ودعوا ربهم بعد الختمة، وسألوه الرحمة والغيث والرزق الواسع، وتعهدوا بالطاعة، وصدقوا الله في العبادة، وتابوا إليه وأنابوا، فالله تعالى أكرم من أن يرد سؤالهم، ولا بأس بإحضار طعام أو شراب بعد الختم، أو بعد الانتهاء من القراءة، واعتباره كصدقة وتشجيع للقراء، ولا بأس بالاستمرار على هذه القراءة والدعاء أو فعله عند الحاجة كنزول مصيبة أو تأخر المطر، ولا يحسن الانقطاع عنه بعد زوال هذا السبب، فإن عمل المؤمن ليس له نهاية إلا الموت. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س يوجد في بلادي عادة شائعة بين الناس من قديم الزمان خاصة في البادية عند أصحاب الماشية وفي

عدد المشاهدات

780