فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » دعاة وعلماء » [ 2429 ] رواية القصص الخيالية والزيادة عليها بالكذب.

السؤال

س: رجل حكى قصة لبعض جلسائه فيها صدق وفيها كذب والقصة وهي (الصدق) أن شقيقين في زمن قديم جدا أحدهما كان شريرًا يتهجم دائمًا على شقيقه الثاني باللسان والضرب وخصوصًا عندما تكون زوجته معه - زوجة الشرير- وكانت تفتخر به وتشجعه على مخاصمة شقيقه وتقول له أنت زوجي بطل وتحرشه عليه دائمًا.. فصبر شقيقه الثاني على بلوى أخيه فترة من الزمن لم يرد عليه.. فلما رأى شقيقه الشرير مستمرًا على التكلم عليه وإخذاله وإخزائه بالكلام وخصوصًا أمام زوجته - زوجة الشرير - وأمام بعض الناس ولم يتب بعد تكرار النصح له لم يصبر شقيقه المقهور فأخذ بندقيته وأطلق على أخيه النار برصاصة أردته قتيلا وذلك أمام زوجته - زوجة الشرير - وقال له القاتل خذي زوجك البطل وادفنيه وإلا طرحتك معه، كل هذه المشاكل من تحت رأسك.. إلى هنا القصة صحيحة. اثم استمر الرجل محكي القصة وهي القصة (الكاذبة) قائلا من نسيج خياله وافترائه ثم بعد ذلك قال الرجل القاتل لمرأة المقتول اذهبي إلى أهلك ليس لك مقعد هنا فذهبت إلى أهلها فجاءوا أهلها بعد ذلك وقالوا للقاتل لماذا تطرد بنتنا من بيت زوجها وأولادها وإرثها ونصيبها فلم يلق لهم بالا.. فذهبوا إلى الشيخ ليستفتوا عن ذلك فقال لهم الشيخ بنتكم ليس لها أن تجلس في بيت زوجها (المقتول) وليس لها أي إرث ولا نصيب من حق زوجها المقتول ـ لماذا لأنها هي السبب في قتل الأخ لأخيه بلسانها وتشجيعها لزوجها المقتول في اضطهاد أخيه وإذلاله إلى أن وصل الأمر أن قتل زوجها (شقيقه). وانتهى الرجل محكي القصة إلى هنا. "أما بالنسبة للقاتل وهذه خارج القصة الصادقة والكاذبة فلا يدري الجميع ما مصيره بعد قتل أخيه". والآن يا فضيلة الشيخ حفظكم الله الرجل محكي القصة بدأ يقلق من كذبه في القصة الأخيرة قائلا لقد كذبت في الجزء الأخير من القصة وظلمت الشيخ والدين بهذا الإفتاء الذي حكمتُ به على المرأة من نسيج خيالي وافترائي من ناحية بيت زوجها وأولادها وإرثها ونصيبها ولا أدري هل يوجد هذا الحكم في حق هذه المرأة في الشرع أم لا وبدأ يستغفر الله ويستغفر ويستغفر.. فما رأي فضيلتكم حفظكم الله وماذا يفعل جزاكم الله خيرًا.

الجواب

عليه أن يستغفر الله ويتوب إليه من هذا الكذب والافتراء وتكفيه التوبة والأولى أن يخبر الذين سمعوا الحكاية بما فيها من الزيادة التي هي من نسج خياله وحيث إنه لم يترتب على هذا الكذب ضرر على أحد فإنه لا يلزمه أكثر من التوبة والاستغفار، وأما القصة المذكورة فلا شك أن هذا القاتل قد أخطأ في قتل أخيه ولو كان شريرًا وكان عليه أولا أن ينصحه ويبين له سوء ما عمله من هذا السباب والعيب والثلب وإذا لم يتقبل فإن له أن يرد عليه بمثل كلامه عملا بقوله تعالى : وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا وإذا كان المقتول عنده من الذنوب ما يبرر قتله كالسخرية بالدين والتنقص للعبادات وعيب أخيه بسبب تمسكه وتدينه وصلاحه واستقامته فإنه مستحق للقتل لأن هذا الاستهزاء يوقعه في الكفر والردة عن الإسلام ويبيح قتله بعد النصح والوعظ والتخويف وبكل حال كل منهما قد أخطأ وأمرهما إلى الله. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س رجل حكى قصة لبعض جلسائه فيها صدق وفيها كذب والقصة وهي الصدق أن شقيقين في زمن قديم

عدد المشاهدات

1050