فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » المنظمات والمراكز الإسلامية » [ 5460 ] دعوة إلى الخير

السؤال

س: لدينا في المملكة قطاعان في حاجة ماسة للمساعدة والمعونة: - شباب يحتاج منا للتقويم والتوجيه، خاصة في العطلات الصيفية، حيث الطاقات المعطلة والفراغ ومعاول الهدم، من جلساء السوء والفضائيات وغيره. - وفقراء معوزون يعانون من ضيق المعاش وقلة الدخل وشدة الحاجة، بما يجعلهم من أولى الناس بفضل إخوانهم ذوي قراباتهم من الموسرين. والندوة العالمية للشباب الإسلامي التي تشرفت بإطلاع فضيلتكم على مناشطها لخدمة أبناء الإسلام في شتى بقاع العالم، تتوجه اليوم من خلال لجنة الداخل برعاية مكثفة لشبابنا وفقرائنا بالمملكة تنفذ لهم البرامج الشبابية والاجتماعية المناسبة، فهل من كلمة لفضيلتكم توجهونها إلى عامة المحسنين وأولياء أمور الطلاب على وجه الخصوص لدعم المناشط التي تنفذها الندوة لرعاية قطاعي الشباب والفقراء بالمملكة ؟

الجواب

لقد أحسنتم صنعًا في احتضان هؤلاء الشباب، والحرص على توجيههم الوجهة الحسنة، حتى يستغلوا أوقات الفراغ فيما ينفعهم ويعود عليهم بالخير والصلاح والاستقامة، وإنقاذهم من أسباب الردى والانحراف، الذي يدعو إليه عادة فراغهم، خصوصًا في الإجازات الصيفية، فإذا وجد لهم مجالات يقضون فيها أوقات الفراغ، وكانت هادفة ومفيدة، كتعلم علم، ولو صحبه شيء من الترفيه والتسلية التي تجذب الكثير منهم، فإن ذلك سبب للصلاح والاستقامة، ونجاة لهم من معاول الهدم، كالوقوع في المسكرات، وتعاطي المخدرات، وجلساء السوء الذين يدعونهم إلى الوقوع في المحرمات كشرب الدخان، وسماع الأغاني، ومتابعة ما تبثه القنوات الفضائية، التي تفسد الأخلاق، وتقضي على المعنويات، وتوقع في الفواحش وارتكاب المحرمات، والتهاون بالعبادات، والإعراض عن ذكر الله وعن الصلاة والقراءة وطلب العلم، وهكذا يستفيدون من أوقاتهم علمًا نافعًا، وعملا صالحًا، وقيامًا بما يجب عليهم من الدعوة إلى الله لمن يخالطهم من السفهاء وأهل الفساد. وهكذا القطاع الثاني وهم الفقراء والمعوزون، الذين يعانون من ضائقة العيش وقلة الدخل وشدة الحاجة، مما قد يحملهم على السرقة والاختلاس، أو الوقوع في المحرمات، كالزنا واللواط، وتولي الأعمال الدنيئة، كالسؤال والاستجداء، وإهانة النفس، فإن هؤلاء بحاجة إلى من يُنفس عنهم ما يقعون فيه من الكرب وشدة المؤونة، وإرشادهم إلى الحرف الصناعات والأعمال اليدوية، بدلا من أن يستجلب لها عمال من خارج البلد، قد يكونون كفارًا يظهرون شعائر كفرهم بين المسلمين، فإذا انتبه المواطنون، وأقبلوا على تعلم تلك الحرف، كالخياطة، والتغسيل، والنجارة، والحدادة، والحلاقة، والسباكة، والكهرباء، والبناء، والعمل في المصانع، كالبلاط واللياسة وما أشبهها، فإنهم بذلك يغنون أنفسهم، ويستغنى بهم عن استقدام العمال من الخارج، والذين يغلب عليهم الكفر أو البدع أو المعاصي. ويجب على أهل الجدة والثروة أن يمدوا أيديهم بما تيسر من المال، لسد حاجة أولئك المعوزين، إذا كانوا من الضعفاء والمعوقين والأرامل، والمرضى والعاجزين، فإن النفقة في هؤلاء يرجى أن تكون مضاعفة أضعافًا كثيرة، وهكذا نوصى أولياء أمور الشباب أن يتعاونوا مع هذه المناشط التي تنفذها الندوة العالمية للشباب الإسلامي، وذلك بالحرص على إرشاد أولادهم وتوجيههم نحو هذه المناشط، وكذلك دعمها بالمال الذي يكون سببًا لصمودها ومواصلتها لهذا النشاط، وبذلك يحصل التعاون على البر والتقوى. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س لدينا في المملكة قطاعان في حاجة ماسة للمساعدة والمعونة شباب يحتاج منا للتقويم والتوجيه خاصة في العطلات

عدد المشاهدات

674