فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الإسلام والديانات الأخرى » [ 5150 ] حكم مطالعة أقوال المستشرقين وقراءة كتبهم
السؤال
- س: بعض العلماء من دولة فنلندا يقومون بدراسة الإسلام وبتدريسه وبترجمة بعض كتبه، كما يشتغلون أيضا بتأليف الكتب وبنشر مقالاتهم، سواء في الجرائد أو المجلات أو المنشورات، وهؤلاء العلماء على دين النصرانية، وبتتبع نشاطاتهم تبين أن هدفهم تشويه الإسلام والصد عنه، ومن النشطين في هذا البروفسور Jaakko Hameen-Anttila (جاكو هامين أنتتيلا) الذي قام بترجمة بعض الكتب الإسلامية منها: القرآن الكريم، والسيرة لابن هشام، وهو يُدرس الإسلام بجامعة هلنسكي ومن بعض طاماته ادعاؤه أن جمع القرآن كان في زمان عثمان وأنكر جمعه في زمان أبي بكر الصديق - رضي الله عنه - وعندما نُصح قال: إذا كنتم تعتقدون هذا وتستدلون بأدلتكم. فالشيعة كذلك يعتقدون أن عليا هو الوحيد الذي جمع القرآن ؛ ولا يعتقدون كذلك أن السنة وحي كالقرآن، وإنما هي فقط أعمال محمد صلى الله عليه وسلم وأقواله، ومن الأشياء التي يذكرها هذا الرجل والتي أيده فيه أحد المفتين في الديار الشامية: إن المسلم عندما لا يقدر النصراني لا لأنه نصراني ولم يدخل في دين الإسلام، ولكن لأنه لا يعمل بتعاليم النصرانية؛ ويضيف: أن كل من عمل بتعاليم ديانته سواء كانت يهودية أو نصرانية أو مسيحية أو إسلام سيدخل الجنة، والدليل قوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ولكن بتوفيق الله تم الرد على هذه الافتراءات ونشرت في صفحة بالإنترنت. والسؤال: هل ينصح المهتم بدراسة الإسلام، سواء كان مسلما أو غير مسلم بالاستفادة من هذه المحاضرات التي تقام في هذه الجامعات المفتوحة؟ وهل يمكن له مطالعة مؤلفاتهم للتعرف على الإسلام أكثر؟
الجواب
- لا شك أن النصارى أعداء
لدين الإسلام وللمسلمين، فلا يستغرب منهم تشويه الإسلام، وإنكار دلالاته،
وقد ثبت أن القرآن الكريم يكتب في العهد النبوي، فكان إذا نزلت الآيات قال
النبي صلى الله عليه وسلم: ضعوها في سورة كذا في موضع كذا ولكن أكثر
اعتمادهم على الحفظ، لقلة أدوات الكتابة، ولذلك كان كثير منهم يحفظون
القرآن كله، كابن مسعود و معاذ و أُبي بن كعب و سالم مولى أبي حذيفة ولا شك
أن كبار الصحابة كانوا يسمعون القرآن ويحفظون أكثره، كالخلفاء وأكابر
الصحابة من المهاجرين والأنصار، ومثل السبعين الذين قتلوا في بئر معونة،
فإنهم حفاظ للقرآن، وقتل في وقعة اليمامة خمسمائة من حملة القرآن، فأشار
عمر على أبي بكر فجمعوا القرآن في صحف متتابعة حتى لا يفقد منه شيء، ثم إن
عثمان - رضي الله عنه - أمر بكتابته في المصاحف على هذا الترتيب الموجود،
ولم يفقد منه شيء، وليس فيه زيادة ولا نقص؛ وذلك لأن الله تكفل بحفظه، قال
الله تعالى: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ
وكذلك السنة النبوية هي تفسير للقرآن وتوضيح له، حفظها الصحابة رضي الله
عنهم واعتنوا بحفظها، وصاروا يتداولونها وينقلونها فيما بينهم، وحدث بها
عنهم التابعون حتى كتبت في المؤلفات، وأصبحت محفوظة عن الخطأ والزيادة
والنقص، ولما حدث الرفض الذي تسمى أهله بالشيعة، في آخر القرن الأول،
ابتدعوا واخترعوا أحاديث في فضل علي يريدون بذلك الرد على النواصب الذين
يسبونه، وأكثروا من تلك الأكاذيب، ولما سمعها تلاميذهم استغربوا أن تكون له
هذه الفضائل ولا يوجد ذكره في القرآن، فأراد رؤساؤهم وأكابرهم الذين تولوا
اختراع تلك الأكاذيب أن يسكتوا عوامهم حتى لا ينكروا عليهم، فادعوا أن
الصحابة كلهم قد ارتدوا إلا نفر قليل، وأنهم كتموا صفة عليّ وأهل بيته من
القرآن، فشاع ذلك عند عوامهم، فصاروا يطعنون في هذا القرآن وفي هذه السنة،
حتى توافق معتقداتهم، ولأجل ذلك اعتنى علماء الأمة بالأحاديث، وروها
بالأسانيد وأثبتوها في المؤلفات، واعتقدوا أنها وحي كالقرآن يجب العمل بها.
ومن عقيدة أهل السنة والجماعة أن دين الإسلام هو آخر الأديان وأن محمدا هو
خاتم النبيين، وأن جميع الأديان السابقة أكثرها حرف وغير، وتسلطت عليه أيدي
العابثين، وأن الصحيح منه نسخ بالقرآن وبهذه الشريعة، قال الله تعالى: وَمَنْ
يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ
وأما قول الله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَى وَالصَّابِئِينَ مَنْ
آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا
هُمْ يَحْزَنُونَ
فقد شرط الله في هذه الآية، أن يؤمنوا بالله واليوم الآخر، ومن الإيمان
بالله الإيمان برسله، وآخرهم محمد صلى الله عليه وسلم والإيمان بدين
الإسلام والعمل بتعاليمه، فالنصارى واليهود لم يؤمنوا حق الإيمان بالله
تعالى ورسله، ولا يكون ذلك إلا بتصديقهم بما جاء به النبي صلى الله عليه
وسلم، فيجب تنبيه من يدرس الإسلام من أهله أو غيرهم، وحثه على الاستفادة من
المحاضرات التي تقام في الجامعات الإسلامية، والحذر من محاضرات هذا
النصراني وأمثاله، ممن يشوهون الإسلام ويطعنون فيه، ويشككون في أدلته من
الكتاب والسنة، ويجب منعهم من هذا العمل وإبعادهم عن تولي هذه المحاضرات في
بلاد الإسلام، وننصح المسلم ألا يقرأ كتب النصارى والرافضة إلا إذا كان
راسخا، وقصد من قراءتها مناقشتها والرد عليها والتحذير مما فيها من الشبهات
والضلالات. والله أعلم.
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س بعض العلماء من دولة فنلندا يقومون بدراسة الإسلام وبتدريسه وبترجمة بعض كتبه كما يشتغلون أيضا بتأليف الكتب
عدد المشاهدات
- 798