فتاوى ابن جبرين » معاملات » ولايات عامة » الإمامة الكبرى (الدولة) » حق الإمام على الرعية » [ 4900 ] وجوب طاعة أولي الأمر في غير معصية

السؤال

س: رجع الكثير من هؤلاء الذين ما زالوا في الجبال يقاتلون، ويفعلون ما لا يرضى به الله سبحانه وتعالى، حيث سلم أحدهم نفسه إلى الدولة، وتاب من فعله، وقال: ما رجعت إلا بفتاوى المشايخ والعلماء، وسمى الكثير منهم أمثال: الشيخ محمد بن صالح العثيمين - رحمه الله - وفضيلتكم - أطال الله في عمركم-، وقال: بأن ما يكتبه المشايخ يصلنا دائما. وقد وجه لنا هذا التائب نصيحة، وقال: عليكم بالعلماء بالتوجيه لهؤلاء الذين يحملون السلاح، مع العلم أن الحكومة جعلت مصالحة عامة بين الشعب الجزائري، والعفو الشامل على جميع من استسلم، ووضع السلاح، لعل الله أن يجعل على أيديكم هدايتهم، إنه نعم المولى، ونعم النصير، وآجركم على الله

الجواب

مما يجب على أفراد المسلمين احترام البلاد الإسلامية، واحترام أهلها، والتسليم لولاة الأمور، وطاعتهم في غير معصية الله وعدم الخروج عليهم الذي يحصل به قتل للأبرياء، وتفريق للكلمة، وشق لعصا المسلمين، وترك لما أمر الله به في قول الله تعالى: أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنْكُمْ وفي قول النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ: اسمع وأطع، وإن ضرب ظهرك، وأخذ مالك وقد بايع النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ الصحابة على السمع، والطاعة في العسر، واليسر، والمنشط، والمكره، والأثرة عليهم، فواجب على المسلم أن يسلم الأمر لولاة الأمور، وأن يسعى في إصلاح الفساد، وصلاح المسلمين، بتعليم الجهال ونصيحة العاصي، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، والتوبة إلى الله تعالى، فإن الله يحب التوابين، ويفرح بتوبة عبده، والتائب من الذنب: كمن لا ذنب له. وبذلك تجتمع الكلمة، ويحصل الخير، والأمن، والطمأنينة بين المسلمين، ويأمن كل مسلم على دمه وماله، ويرجعون إلى تعلم ما أوجب الله عليهم في العبادات والمعاملات، وإلى طلب الرزق والسعي في طلب المال الحلال، وبذلك تجتمع كلمة المسلمين، ويستعدون لإقامة الحدود، وجهاد المشركين، وعليهم، وعلى الآخرين مع التوبة ترك القتال، والخروج على الدولة، وإلقاء الأسلحة، لما في ذلك من إثارة الفتن، فإن حملهم لهذه الأسلحة مما يسبب إتهامهم بالخروج، وبترك الطاعة، وفي إلقاء الأسلحة تأمين على أنفسهم، وعلى إخوانهم، وتمكين لهم ولأمثالهم من الدعوة إلى الله، والنصيحة لولاة الأمور، وإذا رأوا من الدولة شيئا من الأعمال المخالفة للشرع، فعليهم الإنكار باللسان مع القدرة، والنصيحة العامة، وإذا لم يقدروا، فعليهم الإنكار بالقلب، وإظهار كراهية المنكرات، وأن يقولوا: (( اللهم إن هذا منكر، وإنا له منكرون ))، ويكفي كراهتهم لتلك المنكرات، وابتعادهم عنها، وحرصهم على الخير، وعلى الدلالة عليه، وعلى تعلم العلم الشرعي بأدلته وتعليمه، وبذلك ينصرهم الله تعالى، ويمكن لهم دينهم الذي ارتضى لهم، ويبدلهم بعد الخوف أمنا، وبعد الذل عزا. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س رجع الكثير من هؤلاء الذين ما زالوا في الجبال يقاتلون ويفعلون ما لا يرضى به الله سبحانه

عدد المشاهدات

445