فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا فقهية معاصرة » التأمين » [ 4844 ] حكم التأمين

السؤال

س: كثر الكلام في هذه الأيام حول مسألة التأمين- التعاوني منه، والتجاري- وحكم الشرع في كلٍّ، والإسلام أولى الأديان بالتكافل، والتعاون، وفك كربة المكروب، وإغاثة الملهوف، ومساعدة المنكوب، و لا بد أن الشرع الحكيم فيه الحل المناسب لهذه المشاكل، بحيث لا تؤدي إلى غرر، ولا إلى ضرر من أحد على أحد، بل وفيه الحل لكل مسألة تَجدُّ في حياة الناس، فهو الصالح لكل زمان ومكان. من هنا طرح أحد الإخوة- وفقه الله- فكرة مفادها: أن تقوم المؤسسات الخيرية- وهي كثيرة في هذه البلاد بحمد الله- ومشهود لها بالصدق، والنزاهة، بإنشاء شركة تأمين شرعية خيرية، تعود استثماراتها وأرباحها لصالح أعمال البر في هذه المؤسسات، كبناء المساجد، وكفالة الدعاة، والأيتام، والأرامل، وغيرها من المصارف الشرعية الكثيرة، وبذلك تخرج هذه الشركة من شبهة الميسر الواردة على شركات التأمين الأخرى، خاصة أن القائمين على هذه المؤسسات من أهل العلم، والفضل، ولديهم توصيات كثيرة من هيئة كبار العلماء بدعمهم، ودعم مؤسساتهم ومشاريعهم، إن في الداخل، أو الخارج، فما حكم الشرع في مثل هذه الشركة، وهل عليها أي محظور شرعي؟

الجواب

قد صدرت فتاوى من العلماء، ومن اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء، بتحريم التأمين التجاري الذي تقوم به الشركات، لأنه من الغرر، وجعلوا بدلا منه التأمين التعاوني، كأن تتفق الأسرة، أو أهل القرية على إنشاء صندوق خيري يجمعون من الأفراد أموالا، ويستثمرونها، ثم يزوجون منها الأعزب العاجز، ويطلقون منها السجين الغارم، ويوفون منها عن المدين، ويصلحون منها ما خرب من المنازل، أو السيارات، ويدفعون منها ما لزمهم من الديات، وأهلها الذين تبرعوا بها لا يعود عليهم شيء من نفعها إلا عند الحاجة كغيرهم، فتكون بدلا من التأمين التجاري، وأما إنشاء مؤسسات خيرية، كشركة تأمين شرعية على ما ذكر في السؤال، فإن هذا أيضا عمل مفيد، وفكرة طيبة، ولكنها تحتاج إلى رأس مال كبير، وأيد عاملة، ومشرفين مأمونين، ومحاسبين ثقات لا يكون هدفهم إلا وجه الله، والدار الآخرة، ينفعون الأمة بجهودهم، وتأمن منهم الخيانة، وأكل المال بغير حق، وأخذ ما لا يستحقونه، و لا بد أيضا من مشرفين على مصالح هذه الأعمال الخيرية، يحتسبون في إشرافهم على بناء المساجد، وكفالة الدعاة، والأيتام، والأرامل، وقضاء ديون الغارمين، وتخليص من وقع في أزمة من الأزمات، وبذلك تنجح هذه المؤسسة بتوفيق الله، ويكثر نفعها وأثرها في المجتمعات الإسلامية. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س كثر الكلام في هذه الأيام حول مسألة التأمين التعاوني منه والتجاري وحكم الشرع في كل والإسلام أولى

عدد المشاهدات

465