فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » توقير العلماء وتعظيم حرماتهم » [ 12236 ] لحوم العلماء مسمومة

السؤال

س: ما توجيهكم لطلاب العلم الذين اشتغلوا بالجرح والتعديل في بعضهم وفي بعض العلماء والأشخاص، بدون أن يأخذوا للأمر عدته ومتطلباته ؟

الجواب

لحوم العلماء مسمومة أي أن غيبتهم والقدح فيهم يردي من تسرع وطعن في علماء الأمة، ويتوجه الطعن والغيب عليه حتى يهلكه هلاكًا معنويًا، وذلك لأن علماء الأمة الإسلامية قد حملهم الله هذا الدين، واختارهم لحمل كتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وذلك شرف وفضيلة تميزوا بها عن غيرهم، وقد عرف الناس قدرهم ومكانتهم المرموقة، واعترفت الدول والرؤساء بفضلهم وتقدمهم، وولوهم المناصب الهامة، وصدروا عن آرائهم، وتقبلوا نصائحهم واقتراحاتهم، فهم يقومون بأمر عظيم، ويتحملون عن الأمة عبئًا كبيرًا، ولو قدر أن في بعضهم شيء من الخلل والخطأ، فإنهم معذورون، فهم يعرفون ما لا يعرف غيرهم، ويقدرون للأمور حسابها، وليس في استطاعتهم ولا غيرهم إصلاح كل فاسد، ولا رد كل شارد، ولكن بعض الشر أهون من بعض، وقد يظن بهم بعض العامة التساهل والتغاضي عن الشرور الظاهرة، والمنكرات الموجودة، ويعتقد أنهم سكتوا عنها وأقروها. والواقع أنهم قد قاموا بما في الإمكان، ودافعوا عن الأمة والدين الإسلامي، ودفع الله بهم الكثير من كيد الأعداء الحاسدين، ممن يحاول الطعن في ديننا، وإدخال ما يفسد القلوب من الشرور والأضرار والفتن، فالعلماء يبذلون الجهد في الدفاع عن الإسلام، والتخفيف من المنكرات، ولكن الشرور تتوافد وتتوارد من كل جهة فتغلب القوى الفردية، ويعتذر من خفف من شأنها بصعوبة اجتثاثها، وبما في بعضها من مصلحة أو خلاف، ولو ضعيف يقتضي التساهل بها، ومع ذلك فالسعي جاء في تقوية الحق ونصر الدين بقدر الاستطاعة، والله المعين، فعلى هذا من اشتغل بالطعن في علماء الأمة الإسلامية أو في بعضهم فقد أساء العمل، وجهل الحال فيقال لهم: *أقــلوا علي هـــم لا أبًا لأبيـكم * *من اللوم أو سدوا المكان الذي سدوا * فعلى طالب العلم أن يشتغل بنفسه، ويتفقد عيوبه، ويسعى في إصلاح نقصه كما عليه أن ينكر المنكرات بقدر استطاعته، وأن ينصح العلماء ويرشدهم إلى ما يراه الأصلح للحال والمستقبل، ويتصل بكل من رآه مخلا بشرط، أو واقعًا في خلل، ويبدي له اقتراحه، ويقبل عذره ويعترف بما يراه من الرأي السديد وينصح الشباب وطلبة العلم عن الخوض في أعراض العلماء، وعن الميل أو التحيز إلى جهة أو طائفة لمجرد تعصب أو هوى نفس، وبذلك تصلح الحال، وتجتمع الكلمة، وتقوى معنوية المسلمين، ويوجهون قوتهم إلى أعداء الدين في البعيد والدين، والله المستعان، وعليه التكلان، ولا حول ولا قوة إلا بالله، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم . ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س ما توجيهكم لطلاب العلم الذين اشتغلوا بالجرح والتعديل في بعضهم وفي بعض العلماء والأشخاص بدون أن يأخذوا

عدد المشاهدات

321