فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الجماعات الإسلامية والدعوة إلى الله » [ 11481 ] حقيقة ما تقوم به جماعة التبليغ في
السؤال
- لقد ورد إليكم سؤال من أهل قرية في المنطقة الشرقية بتاريخ 6 \ 6 \ 1415 هـ يسألون عن جماعة التبليغ التي تخرج الناس من ديارهم باسم الدعوة، وأفتيتم على ضوء ما آتاكم في هذا السؤال. فضيلة الشيخ: نخبركم أنهم يقصدون بمجموعة الشباب الذين يحذرون من جماعة التبليغ وهم من طلابكم الذين يحضرون عندكم ويأتون كل أسبوع من المنطقة الشرقية لتلقي العلم على أيديكم، وعلى سماحة مفتي الديار، ويدرسون عند الشيخ عبد الله بن غديان والشيخ صالح بن عبد العزيز آل الشيخ ولهم عـدة سنين والحمد لله، فهؤلاء الشباب أقاموا الدروس بإذن من مكتب الدعوة في المنطقة، فأقاموا دروسًا في كثير من القرى، بل وفي "البر"، في كتاب التوحيد للإمام محمد بن عبد الوهاب ودروسا في الفقه، ونظموا محاضرات علمية لعدد من طلبة العلم بإذن من مكتب الدعوة، فنفع الله بهم واستفاد الكثير، وأقاموا دروسًا للنساء ولهذا الدرس خمس سنوات والحمد لله. ولكن الذين سألوكم لا يحضرون دروس التوحيد المقامة في المنطقة بل يحذرون من معهم منها، ويريدون أخذ العامة معهم وإشغالهم عن أهليهم وتربية أبنائهم وبناتهم حتى وصل بهم الأمر أن أخذوا أحد كبار السن وليس في البيت إلا هو وزوجته وبناته، فترك أهله وبناته وخرج معهم، والناس عندما أتاهم العلم في ديارهم وأقيمت الدروس والمحاضرات استفادوا واستراحوا من هذه الأعمال التي يقومون بها على غير دليل من الخروج وغيره بل وصل بهم الأمر أنهم يخرجون النساء في بعض المناطق ويجتمعون في حلقات وليس عندهم من يعلمهم التوحيد والفقه، بل يأتي أحدهم فيحدث قليلًا وهو على غير علم ثم يحاول تخريجهم إلى " قطر " وغيرها، ويقولون: إنه لا يأتي الإيمان إلا بالخروج معنا، بل سألنا كبيرًا لهم في مجتمع من الناس وهو يعتبر قائدهم وعلى هذا شهود، سألناه أين الله؟ فأجاب بعقيدة الحلولية أن الله في كل مكان، فإذا كان كبير حلقاتهم ومرشدهم ومعلمهم فكيف يتعلم الآخرون منه؟!، فغيرة على دين التوحيد قمنا بهذه الدروس (درس التوحيد) وأرشدنا الناس إليها ونصحناهم من المناهج الضالة، فإن العامة- يا فضيلة الشيخ - في ذمتك فنسألك بالله العظيم: هل تنصحون العامة يذهبون مع هؤلاء الناس وليس عندهم علم، ويتركون دروس التوحيد والسنة المقامة عندهم؟
الجواب
- وبعد فما ذكرتم من هؤلاء الشباب
الصالحين الذين يدرسون عندكم ويقيمون حلقات ومحاضرات ويفقهونكم في الدين
ويعلمونكم ما تجهلون، فإنهم قد أحسنوا وعملوا صالحًا وهذا من أفضل القربات،
وهو واجبهم حيث أعطاهم الله علمًا نافعًا، وتلقوه عن أكابر العلماء، وعرفوا
باب العقيدة والتوحيد العملي، وعرفوا العبادات و المحرمات، وعلموكم ما
تجهلونه، فعليكم أن تشجعوهم وتحرصوا على التلقي والتقبل منهم وتعلم ما
تجهلون ولو تجشمتم المشقة وصبرتم في المجالس والحلقات وسافرتم من البادية
إلى القرى والمدن، فذلك كله من أفضل القربات. وأما جماعة التبليغ فلهم
طريقتهم واجتهادهم ونظرهم حيث رأوا أن الخروج بالعاصي حتى يفارق مجالس
اللهو واللعب أجدى له وأنفع لنفسه حيث يعمل معهم الصالحات ويتدرب على أداء
الفرائض بخشوع، وعلى النوافل والأذكار والأدعية الموقنة وغيرها، وعلى سماع
القرآن والذكر والخير، ويبعد عن جلساء السوء وعن العصاة والمعاصي فيعود وقد
أحب العبادات وكره المحرمـات، هذا ما أداه إليهم اجتهادهم، ونحن لا نعتب
عليهم لكن نقول: لا يجوز لهم إضرار بأحد ولا اعتراض على غيرهم من أهل
الحلقات والتعليم للعامة والخاصة، كما لا يجوز لهم إنكار قراءة العقيدة
والتوحيد ومسائل الخلاف لأجل معرفة الراجح، وكذا تعلم الأحكام والحلال
والحرام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باللين واللطف وعدم التنفير،
فعلموهم بذلك دون أن تنفروهم أو تنفروا عنهم.والله أعلم.وصلى الله على محمد
وعلى آله وصحبه وسلم. ,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- لقد ورد إليكم سؤال من أهل قرية في المنطقة الشرقية بتاريخ 6 \ 6 \ 1415 ه يسألون
عدد المشاهدات
- 1269