فتاوى ابن جبرين » معاملات » أحوال شخصية » الوصية » أركان الوصية » الموصى به من أركان الوصية » التصرف في الموصى به » [ 11137 ] التصرف في الوصية

السؤال

س: توفي والدنا رحمه الله وترك مالا وأولادًا بالغين وقصرًا وأوصى رحمه الله بثلث ما ترك يصرف في أوجه الخير وأنا أكبر إخوتي والمسئول عن هذه الأموال مع أحد إخواني وهو يصغرني وكلانا الناظر على القصر ومن بين هذه التركة مزرعة وفيها منطقة مهجورة بين جبال ويوضع في جزء منها مخلفات المزرعة وبعض النفايات من المصنع الذي داخل المزرعة، فقمت بإصلاحها والصرف عليها من مال الورثة وجعلت منها مسبحًا وملعبًا للكرة ومكانًا للاستراحة فيه. والغرض الأساسي من إصلاح هذه المنطقة هو ترغيب الدعاة إلى الله في الاجتماع فيها وكذلك ترغيب بعض الأقارب وشباب العائلة من الاجتماع فيها والالتقاء بالدعاة وحثهم على طاعة الله. اوفي نيتي أيضًا عمل سد يحمي المزرعة والمنشآت التي بها من السيول وسوف أصرف عليها أيضًا من أموال الورثة، وهذا كله يعتبر صلاحًا للمزرعة وارتفاعًا في قيمتها بإذن الله، وقد يوجد من بين الورثة من لا يقبل أو يرضى عن مثل هذه الأعمال، فما حكم الصرف على هذه الأشياء من مال الورثة ؟ مع العلم أن الورثة قد أعطوني وكالة شرعية بالتصرف والإدارة بذلك. وجزاكم الله خيرًا والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الجواب

وبعد فلا بأس بهذا التصرف وما أنفقت فيه من رأس المال على هذه المزرعة وعمل السد المذكور الذي يقصد منه حماية المزرعة ورفع قيمتها وكثرة إنتاجها وحسن استغلالها، وهكذا ما عملت من إصلاح المزرعة وإصلاح المسبح والاستراحة فالهدف منه ما ذكرت من ترغيب الأسرة في الاجتماع والتعارف والتآلف، والاستفادة من هذا الاجتماع، حيث تحصل الإفادة والنصح والتوجيه والتعليم، والأمر بالخير والدعوة إلى الله، والتحذير من المنكر، والتخويف من المخالفات، فالعادة أنهم لا يقبلون ولا يتقبلون إلا إذا كان هناك شيء من الترفيه والتسلية والنزهة، والترويح عن النفس والتنقل في الحياة من حالة إلى حالة، فإن النفس قد تمل إذا استمرت على حالة واحدة، ولهذا كان كثير من الطلبة إذا ضجروا من بعض الفنون قالوا للمعلمين: حمضونا. أي بالانتقال إلى شيء من القصص الفكاهية والمزاح، بما يخفف عن القلوب ما قد يضجرها، فينتقلون من الجد إلى الهزل واللهو واللعب والمرح ونحو ذلك، ثم إذا كان الورثة قد أعطوك وكالة شرعية على التصرف والإدارة صح لك هذا العمل، وهذا الاتفاق، فإن أنكر عليك بعضهم فأقنعه وأخبره بأن هذا التصرف هو عين المصلحة، وأن بقية الورثة قد وافقوا على ذلك، فإن أصر وامتنع فلكم أن تقسموا له نصيبه من المزرعة، وتحددوا له جزءًا منها ليتصرف فيه كما يشاء، كما ننصحك أن تستشير إخوتك من ذكور وإناث سيما البالغين عندما تريد التصرف في هذه المزرعة أو غيرها، حتى لا يحصل خلاف يؤدي إلى التقاطع والتهاجر بين الإخوة والأقارب، مما هو محرم شرعًا والله أعلم وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س توفي والدنا رحمه الله وترك مالا وأولادا بالغين وقصرا وأوصى رحمه الله بثلث ما ترك يصرف في

عدد المشاهدات

379