فتاوى ابن جبرين » عادات » السفر » السفر لبلاد الكفار » [ 10394 ] حكم الإقامة في بلاد الكفر

السؤال

في بلاد الكفر يوجد هناك بعض المسلمين فما حكم إقامتهم بين ظهراني الكفار وهل من يموت منهم يعتبر من أهل النار، مع العلم بأنهم يقيمون عباداتهم ولا يمنعون من ذلك وقد هربوا من بلادهم التي تحكم بالقوانين الوضعية، وتمنع الحكم بشرع الله، وتضايقهم عندما يريدون إقامة شعائر دينهم، بل قد يؤذون في أنفسهم وأعراضهم، والبلاد المسلمة التي تحكم بشرع الله ويرغبون السفر لها لا ترضى أن تستقبلهم بل قد يتعرضون فيها للسجن والتعذيب ومن ثم تسليمهم للبلاد التي هربوا منها فما توجيه فضيلتكم لمن هذه حالتهم ؟

الجواب

أرى أنهم معذورون بسكناهم في بلاد الكفر، كدولة أمريكا وبريطانيا وفرنسا التي يحكمها النصارى، ولكنهم أرفق بالمواطنين من بعض الدول التي تتسمى بالإسلام، فمتى كان هؤلاء المسلمون يقدرون على إظهار دينهم فلهم الإقامة هناك، فإن منعوا من إعلان الصلاة أو من رفع الصوت المعتاد بالأذان، أو من قراءة القرآن أو من إدخال المصاحف إلى بلادهم أو من ذكر الله تعالى أو دعائه أو من الصوم، أو فرض على نسائهم التكشف والعري، أو على رجالهم التشبه بالكفار، أو احترامهم أو ألزموا بأكل لحم الخنزير، أو شرب الخمور أو نحو ذلك، فعليهم الهرب إلى بلاد أخرى يأمنون فيها على أديانهم وأبدانهم، ولهم الهرب من دولتهم التي تحكم بالقوانين الوضعية، وتمنع الحكم بشرع الله وتضايقهم عندما يريدون إقامة شعائر دينهم، فتحارب من يصلي من الشباب، أو يعفي لحيته، أو يرفع لباسه إلى مستدق الساق، وتسميهم إرهابيين، وترميهم بأنهم يحاولون الانقلاب ونبذ الطاعة، وتمنع النساء من غطاء الوجه أو الرأس، وتلزم الطلاب بالعلوم القانونية، وتمنع دراسة العلم الشرعي أن يقرر في المدارس أو الجامعات عندهم، ويختلط في مدارسهم وجامعاتهم الشباب بالشابات، وتقدم النساء على الرجال، وتمنع نكاح أكثر من واحدة، وتؤذي من يخالف تعاليمهم، وتودعهم السجون، أو تحكم عليهم بالإعدام، فمثل هذه الدول لا يقال إنها مسلمة، ولو كان في المواطنين من يعمل بالشرع خفية، ويتعلم العلم الديني فإن العبرة برؤساء الدولة وقادتهم، ومن يعمل حولهم، فالمواطن الذي يخاف على نفسه ودينه في تلك الدول لا يقدر على الهجرة إلى البلاد الإسلامية التي تحكم بالشرع، لحاجته إلى إقامة نظامية وإلى كفيل، وإلى عمل، ومن لم يكن كذلك فإنه متى عثر عليه يعاقب ويسجن، ثم يبعث به إلى بلاده التي هرب منها، ومن ثم يعاقب بالسجن المؤبد أو يقتل، وذلك عذر له في سكناه عند الكفار الذين لا يؤذونه في دينه وبدنه، بل يأمن على نفسه وأهله، ويعبد ربه حتى يجعل الله له فرجًا ومخرجًا، والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ملخص الفتوى

في بلاد الكفر يوجد هناك بعض المسلمين فما حكم إقامتهم بين ظهراني الكفار وهل من يموت منهم يعتبر

عدد المشاهدات

1013