فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الجماعات الإسلامية والدعوة إلى الله » [ 10208 ] قول في جماعة التبليغ

السؤال

س: فضيلة الشيخ عند توديع الجماعات يقوم أحد مشائخهم بالجلوس على كرسي ومن ثم يقومون فردًا فردًا بالمصافحة على ذلك الشيخ ويزعمون أنه سنة، وقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يودع الجماعات هكذا فما رأيكم في ذلك الأمر ؟ س: وبعد هذه المصافحة يا فضيلة الشيخ يذهبون إلى القرية وقبل الدخول يدعو أحد أفراد هذه الجماعة والآخرين يُأمنون وهذا الدعاء هو دعاء دخول القرية بالإضافة إلى هداية الناس ثم يدخلون القرية ويجتمعون عند المسجد ويجددون النية وما قصدهم من دخول المسجد، ويدخلون المسجد ويقومون بزيارات وعند الذهاب إلى ذلك الشخص يجتمع اثنان أو أكثر الذين سوف يزورونه ويدعون له عند باب المسجد الخارجي وكذلك عند خروج الجولة وهي تتكون من ثلاثة إلى تسعة أشخاص يفعلون ذلك الدعاء ويجعلون واحدًا في المسجد في الذكر يدعو لهم ويذكر الله ويقولون نحن نقتدي بالرسول صلى الله عليه وسلم في الدعاء، وبعد إلقاء البيان يجلس ذلك المبين ويدعو ويأمنون خلفه، فهل هذه الأقوال والأفعال وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة والسلف الصالح؟ وما رأيكم؟

الجواب

ج: التوديع المشروع يكون بالمصافحة أو بالمعانقة أو بالسلام وقول أستودع الله دينك وأمانتك وخواتيم أعمالك فهذا الفعل من هذه الجماعة نرى أنه خطأٌ حيث يخصون التوديع بهذا الذي يجلس على الكرسي وإنما السنة أن يقوم كل منهم ويودع ذلك المسافر أو أن المسافر والمفارق يمشي عليهم في أماكنهم ويودعهم فردًا فردًا ويقبل وصيتهم، وقد ذكر العلماء أن من أراد سفرًا فإنه يمر على مشائخه وأصحابه في منازلهم ويودعهم ويوصيهم ويتقبل وصاياهم، فأما هذا الجلوس على الكرسي وقيام الجماعات بالمصافحة له فما أرى ذلك منقولا ولا أذكر له دليلا. ج: هذا الفعل مما يدخله الاجتهاد فذهابهم إلى القرية يرجون أن يهتدي من يدعونه من أهلها حيث يذهبون إلى بعض العلماء وبعض القادة وبعض الأثرياء والمشاهير ويقصدون بزيارتهم النصح والتوجيه وإبداء ما لديهم من العلوم والأخبار والنصائح يرجون أن يتأثر إذا رأى ما هم عليه من التقشف والتقلل من متاع الدنيا والزهد، وفي زينة هذه الحياة الدنيا، فلا بأس بالدعاء عند دخول القرية وإذا لم يكونوا يحسنون الدعاء دعا أحدهم والبقية يأمنون فيدعون بدعاء دخول القرية نحو "اللهم إنا نسألك خيرها وخير أهلها" إلى آخره، وهكذا يدعون بهداية الناس كقولهم: "اللهم وفقنا لقبول أقوالنا ونجاح دعوتنا وتأثيرنا فيمن ندعوه" ولا بأس بدخولهم في المسجد فإن المساجد منازل الغرباء ولا بأس أن يختاروا عددًا معينًا يزورون فلانًا وفلانًا، ولا بأس أن يدعوا عند بابه أو عند باب المسجد أو عند خروجهم لجولة، ولا بأس أيضًا أن يدعوا لهم أخوتهم الباقون أن يكلل الله جهودهم وأن ينجح مساعيهم وأن يوفقهم لقبول دعوتهم وأن يهدي على أيديهم من أراد الله به خيرًا وذلك لعموم الأحاديث التي في فضل الدعاء، وكذا الحث على الدعاء في الكتاب والسنة، ولا بأس بالتأمين على الدعاء فإن المُأمن له أجر الداعي، فإذا قال آمين فإنه يعني اللهم استجب، ولكن ينبغي أن يغيروا من هذه العادة أحيانًا وألا تتخذ كسنة متبعة بل يسلكون في بعض الأحيان طرقًا مشابهة لها وإن لم تكن نفس هذه الطريقة وذلك لأن النبي صلى الله عليه وسلم كان يوصي من يرسلهم للدعوة إلى الله بالأعمال الصالحة كقوله صلى الله عليه وسلم : اتق الله حيثما كنت، وأتبع السيئة الحسنة تمحها وخالق الناس بخلق حسن وكقوله لمعاذ إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب إلى آخره. والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ملخص الفتوى

س فضيلة الشيخ عند توديع الجماعات يقوم أحد مشائخهم بالجلوس على كرسي ومن ثم يقومون فردا فردا بالمصافحة

عدد المشاهدات

1091