فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الجماعات الإسلامية والدعوة إلى الله » [ 818 ] جماعة التبليغ

السؤال

لدي يا فضيلة الشيخ عدة أسئلة حول أهل الدعوة (جماعة التبليغ)، آمل من الله ثم منكم الإجابة عليها الإجابة الشافية الكافية، والأسئلة فما يلي: ـ س: ما رأيكم في منهج هذه الجماعة وهي تنتمي إلى مشايخهم في الباكستان والهند ؟

الجواب

وبعد جماعة التبليغ طائفة يدعون إلى الإسلام، ولكن يقتصرون على البلاغ: فأولًا كان حدوثهم في القرن الماضي، وأول من اشتهر بهذا العمل عالمٌ منهم يقال له محمد إلياس واشتهر بدعوته في الهند وفي الباكستان ولا شك أن كثيرًا من أتباعهم متصوفة وقبوريون، وعندهم عقائد منحرفة في الأسماء والصفات وما أشبه ذلك، ولكن كثيرٌ منهم درسوا الإسلام والتوحيد، وعرفوا العقيدة السليمة، وابتعدوا عن الشركيات والخرافات، ثم امتدت دعوتهم في الدول العربية والدول الإفريقية، وعمل بهذه الدعوة كثيرٌ من الدعاة الموحدين أهل العقيدة السليمة، وبالأخص الذين درسوا في الجامعات الإسلامية، وعلى علماء أهل السنة؛ حيث رأوا أن هذا العمل مفيدٌ للأمة، وأن فيه نفعًا كبيرًا في الدعوة إلى الله. وهذه الطريقة التي سلكوها تعتبر دعوة بالأفعال لا بالأقوال، وقد رأوا من أسباب نجاح الدعوة كثرة الأسفار، والتنقل في، البلاد واصطحاب الجهلة والعصاة، وتدريبهم على الأعمال الصالحة، والعلوم النافعة، فيصحبهم الجاهل فيتعلم ما يلزمه في صلاته فرضًا ونفلًا، ويحب العبادة، ويتلذذ بأنواع الطاعة، ويقلع عن المحرمات ، ويتوب إلى الله توبة نصوحًا. حيث إن جميع من حوله لا يتكلمون إلا بخير، ولا يسمع منهم إلا الذكر والدعاء، ويعمرون مجالسهم بقراءة القرآن، وبأحاديث الوعد والوعيد، والثواب والعقاب، والترغيب والترهيب، وفضائل الأعمال، والتحذير من المحرمات؛ فيتأثر بهم ويرجع صالحًا مُصْلِحًا، ويؤثر في نفسه، ويؤثر في أهله. فلذلك يرون أن الإنكار علنًا يكون منفرًا لمن صحبهم، فلذلك قد يصحبهم المتكاسل عن الصلاة، وشارب الدخان، وحالق اللحية، ومسبل اللباس، والمتأخر عن صلاة الجماعة، ثم إنهم لا يغيرون عليه حتى لا ينفر، وإنما يرغبونه في الأعمال الصالحة، ويبينون له فضل الحسنات، وعقوبة السيئات، وآثار الذنوب، فهو يتأثر بما يرى من تنافسهم في الأعمال الصالحة، وكثرة الذكر، وكثرة الدعاء، وكثرة النوافل، وما يجري الله على أيديهم من الهداية والتوفيق لكثير ممن يصحبهم، فيكون ذلك من فوائد إقرارهم على تلك المعاصي، حتى يتأثر من تبعهم من قِبَل نفسه. ومن طريقتهم: عدم الخوض في المسائل الخلافية التي تحدث بين أهل المذاهب، فإن الخوض فيها قد يحدث فرقة وتعصبًا لبعض الأقوال، وسببًا وتفرقًا في الآراء، فهم لا يتعرضون للمسائل الخلافية، سواءً كانت في الأصول أو الفروع، ولكن عملهم إنما هو بما أباحه الشرع أو حث عليه أو رغب فيه، ومتى سئلوا عن هذه المسائل أحالوا من سألهم على أكابر العلماء في مختلف المذاهب. وقد رأوا من طريقتهم أن لا يخوضوا في مسائل العقيدة التي فيها خلافٌ مع الأشاعرة والمعتزلة ونحوهم، ولكن هم في أنفسهم قد درسوا في الجامعات الإسلامية في داخل المملكة، فعقيدتهم عقيدة أهل السنة فيما يظهر منهم، ولكن قد يخالفون بعض الأشاعرة الذين معهم نقص في العلم، وخطأ في المعتقد، والذين قد اقتنعوا بما هم عليه من عقيدة الأشاعرة فيرون عدم مناقشتهم في هذه العقيدة، لكثرة من انتحلها من مشاهير العلماء السابقين واللاحقين ، فتخطأتهم تستلزم القدح في كثير من العلماء كالنووي وابن حجر وابن دقيق العيد والعز بن عبد السلام والسيوطي والسفاريني وفي الطعن في هؤلاء صدود عن كتبهم، وهجرٌ لمؤلفاتهم، مع ما فيها من الفوائد والعلوم النافعة. فرأى هؤلاء الجماعة عدم الخوض مع من ينتحل المعتقد الأشعري في الأسماء والصفات، مع اقتناعهم بتقديم عقيدة السلف الصالح والصدر الأول من علماء الأمة. وعلى ذلك فنقول: هؤلاء الجماعة الذين في هذه البلاد لا بأس بالخروج معهم في داخل المملكة وفي الدول العربية ونحوها، ولا بأس بمناهجهم وما يرددونه وما يحفظونه من الوصايا والعلوم القولية والفعلية، وأما الباكستانيون والهنود من هذه الجماعة فالظاهر أنهم على معتقد الصوفية، وأن عندهم شيئا من رواسب القبوريين، فلذلك نقول: لا يصحبهم إلا من هو على بصيرة من دينه، ومعرفة بالعقيدة السليمة، والتوحيد الصحيح وما يُضَادُّه من الشرك، ومن وسائل الشرك. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

لدي يا فضيلة الشيخ عدة أسئلة حول أهل الدعوة جماعة التبليغ آمل من الله ثم منكم الإجابة عليها

عدد المشاهدات

1269