فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » حقوق الوالدين على الأولاد » [ 6340 ] عقوق الوالدين وترك صحبة الأب المريض أثناء الحج وحكم من ترك طواف الإفاضة

السؤال

س: والدي حج هذا العام 1999، وتوفي أثناء أداء مناسك الحج، ودفن في مكة بعد وقوف عرفة ورمي الجمرات علمًا بأنه كان مريضًا، ومصاب بضعف جسدي عام، ويتعاطى الدواء باستمرار؛ لأنه أصيب قبل الذهاب بجلطة، ولكن تحسن فيما بعد، وعزم الأمر بالحج لبيت الله تعالى طالبًا من الله مغفرته ورحمته. والحق أقول أيها الشيخ الجليل أن أبناءه لم يرافقوه، أو يعينوه في رحلة الحج أي تقاعسوا وتكاسلوا بحجة أشغالهم وأعمالهم، وحاولنا نحن أولاده تشجيع بعضنا للذهاب معه، ومرافقة أحد أخوتي له، لكن البعض من إخوتي تقاعس بالذهاب، أو بتدبير مبلغ مادي للمرافق، وحاولت شخصيًا تبرير ذلك وذلك بدفع مبلغ من المال من صندوق العائلة الذي كان به 350 دينار أردني؛ لإعانة المرافق وذلك لضيق الحال لدى بعض إخوتي. علمًا بأن بعضهم ميسور الحال لكن أحد إخوتي رفض ذلك، وجميع إخوتي يعملون في الوظائف الحكومية. وتم الحج لوالدي المريض، وأوصينا عليه أحد أقاربنا من الذاهبين معه بالحج، علمًا بأن والدي زهد بأمر مرافقة أحد أبنائه معه وتوكل على الله. والله أعلم بحاله. وحاولت والدتي دفع مبلغ 100 دينار للمساعدة، لكن شاء الله ألا يذهب أحد معه علمًا بأن أحد إخوتي قطع جواز سفر للذهاب معه، وعدل عن المرافقة فيما بعد، والله أعلم بالنيات. هل علينا ذنب، وعلينا غضب من الله والوالدين، أم ماذا نفعل لتركنا والدنا لوحده ونحن "9" أولاد ذكور وبنت واحدة وجميعهم متزوجون. سؤال آخر: هل يعتبر حج والدي كاملا علمًا بأنه وقف بعرفة ووكل أحدًا عنه لرمي الجمرات لمرضه وبعد ذلك توفي، وانتقل إلى رحمة الله عز وجل، ولم يقم بطواف الإفاضة؟ وهل يسقط عنه طواف الإفاضة. علمًا بأنه توفى في اليوم العاشر من ذي الحجة صباح العيد؟

الجواب

لا شك أنكم أخطأتم في ترك صحبة أبيكم أولاـ لسوء حالته ومرضه مما يستدعي عدم إهماله. ثانيًا: أن العمل الذي قام به عمل صالح، وهو حج بيت الله الحرام الذي هو أحد أركان الإسلام. ثالثًا: قرب المسافة فإن الأردن في طرف المملكة فالمسافة برًا أو جوًا لا تستغرق وقتًا طويلا، فعليكم التوبة النصوح والاستغفار من هذا الذنب، وعليكم بكثرة الأعمال الصالحة، فإن الحسنات يذهبن السيئات، وعليكم الدعاء لأبيكم بالمغفرة والرحمة. أما أبوكم فقد توفي إلى رحمة الله، وقد أدى أكبر مناسك الحج وأهمها وهو الإحرام والوقوف؛ فحجه كامل إن شاء الله. وأرى من البر به أن تحجوا عنه بما تيسر، فذلك مما يخفف الله ما وقع منكم من التفريط والإهمال. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س والدي حج هذا العام 1999 وتوفي أثناء أداء مناسك الحج ودفن في مكة بعد وقوف عرفة ورمي

عدد المشاهدات

469