فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » الجماعة والفرقة والفرق » أهل السنة والجماعة » [ 6034 ] حكم التحزب بحزب يمثل أهل السنة والجماعة

السؤال

س: الكل يعلم كثرة الأحزاب الرافضية والعلمانية والشيوعية الآن في العراق فهل يجوز لنا أهل السنة أن يكون لنا حزب إسلامي يمثل أهل السنة والجماعة؟ فإن هناك من ينكر علينا، ومعنى أن نترك الساحة للرافضة وغيرهم فهذا يعني دمار بلد بأكملها، فهم المسيطرون على الوزارات والإعلام وشؤون الدولة جميعًا، وهم الآن يدعون للهجوم على مساجد أهل السنة بل القتل، فكيف إذا تركنا لهم زمام الأمور؟ وعندما نقول لإخواننا أهل السنة شاركونا في الحزب الإسلامي لأهل السنة والجماعة يرفضون ذلك ويقولون: التحزب مرفوض، بعموم الحديث بلا ضروريات. فنرجو من فضيلتكم إجابة سريعة مفصلة، لأن الإخوة في العراق في فترة التهيئة للسلطة، ولأننا في هذه الفترة محتاجين لكل يد من أهل السنة والجماعة يساعدوننا لا ليقفوا مكتوفي الأيدي.

الجواب

إن أهل السنة والجماعة هم الذين يمثلون الإسلام ويمثلون هذا الدين وأهله وهم ورثة الأنبياء والصحابة الذين قاموا بما يجب عليهم من تبليغ الدين فهم المسلمون حقيقة، فيجب عليهم الاجتماع والاعتصام بالكتاب والسنة والتمسك بالدين الصحيح لقول الله تعالى فَاسْتَمْسِكْ بِالَّذِي أُوحِيَ إِلَيْكَ أي تمسك بالقرآن واعمل به وهو أمر للنبي صلى الله عليه وسلم ولكل فرد من أفراد المسلمين كما قال الله تعالى: وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وحبل الله هو شرعه ودينه. وقال الله تعالى: وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وصراط الله هو دين الإسلام وهو العقيدة الصحيحة المأخوذة من الوحيين وهو السنة التي ترك النبي صلى الله عليه وسلم عليها أصحابه في قوله صلى الله عليه وسلم: تركتكم على مثل البيضاء ليلها كنهارها لا يزيغ عنها بعدي إلا هالك فيجب على أهل السنة أن يكونوا يدًا واحدة مجتمعين على ما تركهم عليه نبيهم صلى الله عليه وسلم وما حثهم عليه بقوله: عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين من بعدي تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ فإذا اجتمعوا على هذه السنة فإنهم يمثلون السنة وأهلها، ولا يسمى هذا تحزبًا بل إنهم أهل الدين الصحيح ومن عداهم من الفرق الضالة فهو خارج عن الدين القويم مخالف للصراط المستقيم. وعلى أهل السنة أن يكونوا أمة واحدة لقول الله تعالى: إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ ويحرم عليهم التفرق والاختلاف لقول الله تعالى: وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ تَفَرَّقُوا وَاخْتَلَفُوا مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَهُمُ الْبَيِّنَاتُ فاجتماعهم على رئيس يمثلهم هو سبب انتصارهم وقوتهم وظهورهم، وإذا اجتمعوا فإن لهم المطالبة بالولايات التي يتمكنون بها من إظهار دينهم، ويستولون على الوزارات والإعلام وشؤون الدولة جميعًا، ويكونون متبوعين لا تابعين، ويقاتلون من خالفهم في العقيدة كالشيوعيين والعلمانية والروافض الغلاة في عقيدتهم، الذين يكفرون أهل السنة ويحاربونهم ويهدمون مساجد أهل السنة، ويقتلون من قدروا عليه منهم، فإذا اجتمع أهل السنة فإنهم منصورون لأنهم ينصرون الله وينصرون دينه، ولينصرن الله من ينصره إن الله قوي عزيز. أما إذا تفرقوا وأظهروا الذل وصاروا تحت سيطرة الرافضة والشيوعيين ولم يكن لهم مكانة ولا قوة فإن ذلك يكون سببًا في اضمحلال الحق وظهور الباطل، ويجب على أهل السنة في كل مكان أن يؤيدوهم وينصروهم، كما أن أهل الباطل ينصرون أعوانهم كالرافضة في إيران وفي المملكة يدعمون الرافضة في العراق فأهل السنة أولى بأن يكونوا ظاهرين متساعدين لقول الله تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س الكل يعلم كثرة الأحزاب الرافضية والعلمانية والشيوعية الآن في العراق فهل يجوز لنا أهل السنة أن يكون

عدد المشاهدات

420