فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » قضايا المرأة » [ 571 ] كلمة جامعة عن دور المرأة في الإسلام وحرص الإسلام على صيانتها وعفتها وبيان دور ولاة الأمور

السؤال

س: المرأة المسلمة لها مكانتها، ولها دورها في إصلاح الأمة ومتى ما فسدت هذه المرأة ، فإن الفساد سينتشر في الأمة ، لذا قال اليهود في بروتوكولاتهم: ((علينا أن نكسب المرأة ، ففي أي يوم مدت إلينا يدها ربحنا القضية)) ، وبناء على ذلك، فقد استعمل المستشرقون، والعلمانيون هذه المرأة كأداة لتدمير المجتمعات الإسلامية ، والسؤال يا فضيلة الشيخ: هل من كلمةٍ جادَةٍ تُخاطب بها أولئك النساء اللاتي غفلْنَ عن مخططات الأعداء؟ ثم هل من كلمة لأولياء أمورهن؟ ثم هل من كلمة للقائمين على المؤسسات التعليمية، والمناهج التعليمية؟ ثم هل من كلمة لأصحاب الأمر والنهي في المجتمع؟

الجواب

لا شك أن أعداء الدين من اليهود والنصارى ، يُحاولون بكل جهودهم فساد الأمة الإسلامية ، وإبعادها عن دينها الذي هو الأصل في عزها، وظهورها، وتمكنها، وعلوها ، فقد ذكر الله تعالى أن العزة للمؤمنين بقوله تعالى: وَلِلَّهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وقال تعالى: وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ فجند الله هم الغالبون بالسيف، والسنان، والحجة، والبيان ، ولأجل ذلك ظهر أمرهم ، ونصرهم الله على أعدائهم واستولوا على بلاد الكفر شرقا وغربا ، ثم لما ضعُفت كلمة المسلمين ، وتنافسوا فيما بينهم ، وقاتل بعضهم بعضا ، فرِح بذلك الأعداء ، وحاولوا أن يستولوا على بلاد الإسلام بكل الأفعال التي يستطيعونها ، ومن ذلك سعيهم في إفساد نساء المسلمين . فنصيحتنا للمرأة المسلمة أن تنتبه لهذا الخطر الكبير ، الذي هو من مخططات الأعداء ، الذين يُذيعون، ويتكلمون أن المرأة في الإسلام مظلومة، ومضطهدة، وذليلة، وليس لها كلمة، وليس لها رأى ، ونحو ذلك من الكلمات التي يخدعون بها المرأة الغافلة ، فإن هذا كله من الكذب ، فالمرأة المسلمة قد أنصفها الإسلام ، وأعطاها حقها ، كما يَعرف ذلك من تتبع تعاليم الشريعة ، فلا تُزوَّج إلا برضاها، ولا يجوز ظلمها ، لا من الأولياء، ولا من الأزواج، وقد أوجب على الأزواج حقها كاملا بقوله تعالى: وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فجعل وظيفتها حفظ منزلها وحفظ زوجها ، وتربية ولدها ، وأوجب على الوالد النفقة لها والكسوة ، وكذلك أوجبه على الزوج ، فالزوج: هو الذي يكدح، ويعمل، ويتكسب ، ويتعرض للأخطار ، ويقطع الفَيافي والقِفار لطلب الرزق ، حتى يكفي من تحت يده من زوجة وولد ، فلا تُصدق أقوال هؤلاء الكفار ومن انخدع بهم . ولا شك أن من حفظ الإسلام للمرأة أمرها بالبقاء في منزلها ، بقوله تعالى: وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى حتى أنه من حفظه لها أسقط عنها صلاة الجماعة، وأسقط عنها الجهاد في سبيل الله ، وأوجب على محارمها حفظها ، فلا تُسافر إلا بمَحرم ، ولا يخلوا بها رجل أجنبي ، وكل ذلك صيانة لكرامتها ، وحفظا لعفتها ، فلا يجوز للمرأة المسلمة أن تُقلِّد نساء الكفر ، أو الفاجرات، والعاهرات ، اللاتي ألقَين جلباب الحياء ، الذي هو تاج المرأة المسلمة فإن الحياء من الإيمان ، وإن الكفار ومن قلَّدهم عندما يُخرِجون نساءهم بكمال الزينة، والتكشف يُحاولون من نساء الإسلام أن يَتبرَّجنَ كأولئك العاهرات . وهكذا ننصح المسلمة ألا تَنخدع بداعايات ، أولئك الفسقة، والفجار الذين ينشرون عبر الصحف، والمجلات ، وعبر الإذاعات كلمات يدعون فيها المرأة إلى أن تخرج من خدرها، ومنزلها الذي تحفظ فيه نفسها ، ويدَّعون أن الإسلام لا يأتي بهذا الأمر لما فيه من حبس حريتها، وكتمها، وإهانتها كما يدَّعون ، كما يدعون - أيضا - إلى تَكشُّفها، وإبداء زينتها لغير محارمها، وما قصدوا بذلك إلا أن يتمكنوا من نيل شهواتهم ، وإشباع غرائزهم ، وفعل ما يقدرون عليه من الزنا ومقدماته ، كما هو الواقع في كثير من الدول ، التي حصلت فيها هذه المحرمات . فهؤلاء الذين يدَّعون إلى تفسخ المرأة ، ويزعمون أن ذلك لا يُنافي تعاليم الإسلام ، نَعرِف ونَتحقَّق أنهم لا يقصدوا رحمة بنساء المؤمنين، ولا رفقا بهن ، فإن الإسلام أوجب على المرأة الاحتشام، والتحفظ، والتستر ، وعمل بذلك المسلمون منذ أن ظهر الإسلام ، ولمدة أربعة عشر قرنا ، حتى جاء هؤلاء المُغرضون ، وصاروا يدعون إلى هذا التوسع، ولهم أهداف مشبوهة ، فيجب على المرأة المسلمة الانتباه لأغراض هؤلاء الإباحيين ، كما ننصح أولياء الأمور أن يكون معهم غيرة على محارمهم ، وحمية إسلامية يحصل من آثارها الأخذ على أيدي السفهاء، ومنع المرأة زوجة، أو بنتا، أو أختا من الانهيار في تلك الأماكن المدمرة ، وذلك بمنعِهن من الخروج إلى الأسواق، أو المستشفيات، أو المدارس، أو الجامعات ، إلا مع مَحارم ذوي غَيرة وحماس ، ومنعهن من اللباس الضيق الذي يُبدي مفاتن المرأة ، والذي فيه تشبه بنساء الكفر ، ومن تشبه بقوم فهو منهم ، وقد لعن النبي - صلى الله عليه وسلم - المتشبهات من النساء بالرجال . وكذا منعهن من الانكباب على قراءة الصحف، والمجلات الخليعة الماجنة، ومن النظر في الشاشات وما تبثه القنوات الفضائية الفاتنة ، لما في ذلك من الخطر عليهن، فإن الولي مسؤول عمَّن ولَّاه الله إياه ، وقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: كلم راع، وكلكم مسؤول عن رعيته، الرجل راع عن أهل بيته، وهو مسؤول عن رعيته وإذا جلب لهن أسباب الفساد اعتبر ذلك منه غِشا وخِيانة ، وقد جاء في الحديث: ما من راع يسترعيه الله رعيَّةً يموت يوم يموت وهو غَاش لرعيته إلا لم يدخل معهم الجنة أو كما جاء في الحديث . ولا شك أن الإنسان يُفرِحه صلاح أهله ذكورا، وإناثا، ويَستاء كثيرا إذا رأى فيهم الفسوق والمعاصي ، ويلوم نفسه على التفريط والإهمال ، ويُعاقب في الآخرة على تسببه فيما حصل على أهله إذا كان ذلك عن تفريطه ، أو تنازله على رغبتهم فيما حرمه الله ، وهكذا يجب على المدرسين، وأهل المؤسسات التعليمية، والمناهج التربوية، النصح لإخوانهم المسلمين ذكورا وإناثا ، والسعي في أسباب الصلاح ، وذلك لأن المُعلمين قدوة لتلاميذهم ، يقتدون بأفعالهم أكثر من اقتضائهم بالأقوال ، فمتى كانت المعلمة تتبرج أمام الرجال، أو تصافح الأجانب ، أو تُبدي زينتها لغير محارمها ، أو تلبس اللباس الأجنبي أو الضيق الذي يُبدى مفاتنها ، أو الذي يلفت الأنظار نحوها ، فإنها والحال هذه تكون قدوة لمن يتعلم منها علوما خاصة، أو علوما عامة ، وهكذا إذا كانت المُعلمة متساهلة في هذه المعاصي بفعلها، فإنها ولا بد سوف تبرر موقفها ، وسوف تمدح فعلها ، وتفصح بأنها على حق ، وذلك بلا شك يدعو إلى تقليدها ، فتنخدع الطالبة الجاهلة بقول هذه المُعلمة ، وترى أن الصواب في جانبها ، وأن أهلها ليسوا على حق ، فيكون ذلك من الدعوة إلى الضلال ، ومن دعا إلى ضلالة فعليه إثمها، وإثم من عمل بها ، وهكذا بلا شك أن المناهج التربوية لها دور كبير في الإصلاح، والإفساد ، فيجب على القائمين عليها السعي في إصلاحها، وإبعاد الجمل المشتبهة، أو الموهمة عنها ، وذكر ما هو صريح وواضح في موافقته للحق، والصواب، فلعلهم بذلك ينجون الأمة من الوقوع في الرذائل، وأسباب الانحراف ، كما أن على المسؤولين في المجتمع وأهل الأمر والنهي ، أن يقوموا لله مثنى وفرادى ، وأن ينكروا ما وقع أو يقع في المجتمعات الإسلامية من المعاصي والمخالفات ، سواء ما يختص بأعمال النساء من تكشف، أو اختلاط، أو سفور، أو تبرج ، أو ما يختص بالمناهج التربوية من مقررات غير صحيحة، ومن نقص في العلوم الشرعية ، وهكذا - أيضا - ما قد يقع من أولياء الأمور الذين يتساهلون مع نسائهم ومولياتهم ، فيجب الأخذ على أيدي السفهاء من هذا التوسع الذي يكون سببا في فساد المجتمعات ، والذي يُمكِّن الأعداء من تنفيذ مخططاتهم ، وبذلك يربح المسلمون ويَقُون أهليهم وأنفسهم من مواقع الفساد. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س المرأة المسلمة لها مكانتها ولها دورها في إصلاح الأمة ومتى ما فسدت هذه المرأة فإن الفساد سينتشر

عدد المشاهدات

1216