فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الإسلام والغرب » [ 5519 ] ما هو الإرهاب

السؤال

س: من الناس من يعتبر كل من يعمل من أجل الإسلام والمسلمين إرهابي أو داعم للإرهاب، فنرجو من فضيلتكم إفادتنا بمن هم الإرهابيون؟ وهل هذا المصطلح موجود شرعا؟ وهل يمكن تعريف الإرهاب ؟ أو توحيد مفهومه. وتعميم هذا في كل بلدان العالم؟

الجواب

الإرهاب مشتق من الرهبة التي هي الخوف، ذكره الله تعالى في قوله: وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا أي خوفًا ورجاءً، وقد أمر الله تعالى بإرهاب الكفار في قوله تعالى: وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ أي تخيفون الأعداء بما عندكم من القوة حتى يهابوكم ويقع في قلوبهم الرعب، فهذا الإرهاب الذي هو تخويف الكفار مصطلح شرعي وقد أوجبه الله في هذه الآية الكريمة في حق الأعداء، الذين هم أعداء لله وأعداء للمؤمنين، وهو معنى قوله: تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ . وقد استعمل في هذا الزمان لفظ الإرهابيين في كل من يُخاف من مَكْرِه ومن ضرره بنوع من أنواع الأذى على النفس أو على البلد أو على الممتلكات، وأصبحت هذه الكلمة مصطلحًا خاصًا على كل من يُخاف منه الضرر الخفي، والذي لا يتفطن له حتى يوقع بغيره قتلا أو تخريبًا، ومع أن الكلمة عربية صريحة فقد أخذها الأعاجم من اليهود والنصارى وأتباعهم وألصقوها بكل من يخافون منه ضررًا على أنفسهم أو على أديانهم، ولما كان كثير من الدول الإسلامية عطلوا حكم الله وشرعه، ووالوا الكفار وفضلوهم على المسلمين، أصبحوا يخافون من عباد الله الصالحين. فكل من يعمل من أجل الإسلام والمسلمين يعتبرونه إرهابيًا أو داعمًا للإرهاب، وكل من يعمل أعمالا صالحة فهو إرهابي عندهم، فلأجل ذلك شددوا على أهل الخير، فمتى رأوا الذي يواظب على الصلوات مع الجماعة، أو يعفي لحيته، أو يحرم سماع الغناء، أو رأوا المرأة المتسترة، أو رأوا من يقرؤون في الكتب الإسلامية، أو من يأتي البلاد التي تحكم الشرع كهذه المملكة أو نحو ذلك من خصال الإسلام، فإنهم يعتبرونه إرهابيًا. فامتلأت السجون من عباد الله الصالحين، الذين يحافظون على تعاليم الإسلام، أو الذين يدعون إلى الله، أو يجاهدون في سبيله، أو يحذرون من المعاصي، أو ينكرون على دعاة اليهودية والنصرانية، أو دعاة العلمانية ونحوها فكل هؤلاء من الإرهابيين الذين تخاف منهم الدول، والذين ينكرون تحكيم الطواغيت والرجوع إلى القوانين، وينكرون إباحة الزنا، وينكرون شرب الخمور، ويحثون على الصلاة والزكاة وما أشبه ذلك، فيخاف منهم أولئك الرؤساء الذين غيروا شرع الله، ويدعون أنهم يثيرون العوام على هذا الرئيس، ويكفرونه ويستبيحيون قتله أو قتل من حوله. فلأجل ذلك سلطوا قواتهم على هؤلاء الصالحين، مع أن الغالب على أولئك إنما هو صلاحهم في أنفسهم، واستقامة أحوالهم، ومع أنهم لا يملكون قوة وليس بأيديهم سلطة، وليس عندهم قدرة ولا لهم أسلحة، فلا يخاف من بطشهم ولا من إضرارهم على غيرهم، ولكن لما كان أولئك الولاة يخافون من اليهود والنصارى أصبحوا يوالونهم ويقاطعون كل من عاداهم، وهذا من ضعف الإيمان، فقد ورد في الحديث: من خاف الله خاف منه كل شيء ومن لم يخف الله خاف من كل شيء . ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س من الناس من يعتبر كل من يعمل من أجل الإسلام والمسلمين إرهابي أو داعم للإرهاب فنرجو من

عدد المشاهدات

969