فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإسلام » خصائص الإسلام » وسطية الإسلام » [ 549 ] بيان معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه

السؤال

س: ما معنى قول النبي - صلى الله عليه وسلم -: ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه ؟

الجواب

يقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: إن هذا الدِّين يُسر، ولن يُشاد الدين أحد إلا غلبه ومعنى ذلك: أن الذي يريد أن يتشدد في الدِّين قد يعجز، ولا يصل إلى نهاية ما يقصده ، فلو قال: أنا أقوم الليل كله وأطيل القيام ، فإنه قد يعجز ويَمَل من ذلك عادة ، ويترك ما كان يريد أن يعمله كله أو بعضه ، وهكذا لو ألزم نفسه بسرد الصيام، وترك السحور أو الوِصال ، فإنه يتعب نفسه، وينتهي إلى العجز ، وهكذا لو ألزم نفسه أن يختم القرآن كل يوم أو كل يومين ، فإن هذا من المُشادة ، فقد يغلبه الدِّين، ويترك ما التزم ، وهكذا لو ألزم نفسه أن يحج كل عام ، والتزم أن يمشي حافيا، أو منتعلا، والطريق طويل فهذا من المُشادَّة ، وكذلك لو حرَّم على نفسه الشهوات المباحة كاللحوم، والفواكه، فإنه يكون قد شدَّد على نفسه ، وكذلك لو كلف نفسه الصبر على العُزُوبة، وترك النكاح الحلال من باب التقشُّف، والزهد في زينة الدنيا فإنه من المُشادَّة ، فلا بد أن يغلب ، وقد ثبت أن النبي - صلى الله عليه وسلم -قال: اكلفوا من العمل ما تُطيقون فإن المنُبت لا أرضا قطع، ولا ظهرا أبقى ويعني به: الذي يُسافر على بعير مسافة طويلة، ثم يواصل السير خمسة أيام أو نحوها ما أراح بعيره، ولا أراح نفسه ، فإنه قد ينقطع به بعيره في أثناء الطريق، ويؤدي إلى موته ، حيث إنه ما قطع الأرض الطويلة، ولا أبقى على ظهره يعني على راحلته ، فكذلك الذي يكلف نفسه بعبادة ثقيلة يكون قد حمل نفسه ما لا تطيق، ولا يبلغ ما أراده من العبادة التي قد يبلغها غيره ممن يعينهم الله، ويرزقهم قوة في البدن، وصبرا على العبادة. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س ما معنى قول النبي صلى الله عليه وسلم ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه ؟

عدد المشاهدات

743