فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » توقير العلماء وتعظيم حرماتهم » [ 5467 ] حقيقة التجريح؟ وهل يجب علينا عدم السماع لأشرطة الشيوخ المجروحين

السؤال

س: ما حقيقة التجريح؟ وهل يجب علينا عدم السماع لأشرطة الشيوخ المجروحين؟

الجواب

هذا السؤال له إجابة مُشابهة وهي: ـ س: لقد انتشر بين الشباب المسلم مؤخرا ظاهرة نود أن نعرف يا شيخ قولك في ذلك وبم تنصحني، فبعض طلاب العلم المبتدئين عمت فيما بينهم ظاهرة التجريح، حيث يقولون الشيخ الفلاني مجرح إذن نترك سماع أشرطته، وحتى وإن كانت تلك الدروس في الفضائل والرقائق، هل هؤلاء على صواب؟ وهل نستطيع أن نقول كما قال الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله تعالى: (( إذا جاءنا الحديث في الحلال والحرام تشددنا، وإذا كان في الفضائل تساهلنا ))، فإذا كان الأمر يتعلق بالعقيدة فلا نستمع إلا للشيوخ الثقة العدول كالشيخ العثيمين رحمه الله والشيخ الألباني والشيخ ابن باز رحمهم الله، وإذا كان الأمر يتعلق بالفضائل كفضيلة قيام الليل مثلا فلا بأس أن نستمع لأشرطة الشيوخ المجروحين؟ لا يجوز الطعن في علماء الأمة، ومشايخ أهل السنة والجماعة، إذا عرف منهم تمسكهم بالسنة وسيرهم على النهج القويم، فالذين يطعنون فيهم إنما حملهم على ذلك الحسد والبغض والمنافسة، ولهذا يتتبعون عثراتهم ويقتطعون أجزاءً من كلامهم، يجعلونه خطأ وعيبًا، ويتركون بقية الجملة التي يتضح بها معنى كلامهم، ويتعامون ويغفلون عن فوائدهم ومحاسنهم، فيصدق عليهم قول بعض الشعراء: *صُـمٌّ إذا سمـعوا خـيرًا ذكرت بــه * *وإن ذكـرت بسـوء عنـدهــم أذن * *إن يسـمعوا سـيئًا طاروا به فرحــا * *عنـي ومـا سـمعوا من صالحٍ دفنوا * وكان الواجب عليهم إذا رأوا خطأ من أحد المشايخ أن ينصحوه ويناقشوه، وإذا أقنعهم اقتنعوا، ولا يتعصبون لآرائهم الخاطئة، ولا يقاطعون علماء الأمة، ولا يسمعون ممن يطعن في العلماء ويعيبهم بما ليس فيهم، وإن من ابتلي بهذا الحسد، فقد يحمله الحسد على غمط أهل الحق، والتكبر بما حصل له، فيصدق عليه الكبر الذي فسر بأنه بطر الحق وغمط الناس، فإنا لا نقول أنهم ليسوا من أهل السنة، ولا يتهمون في عقيدتهم، فالواجب على هؤلاء وأتباعهم، ألا يحملهم الكبر والحسد على احتقار بقية المشايخ بلا بينة ولا برهان، ومتى عثر على أحد من المشايخ أنه زل أو أخطأ، فإنه ممن يعفى عن زلته، ولا تؤثر في حسناته وفضائله وفوائده العلمية التي لا مطعن فيها، فالذين يتناسون فضائل العالم، ويفشون الزلة الصغيرة يصدق عليهم قول بعض الشعراء: *ينسى من المعـروف طـودا شـامخـا * *وليس ينســى ذرة ممــن أســـاء * ومع ذلك فإن هذا التجريح وتتبع العثرات من علامة الأشقياء، فالواجب ألا تترك علوم المشايخ المعروفين من أهل السنة، سواء في العقائد أو في الفضائل والرقائق، أما علماء الصوفية والقبوريين والمبتدعة، فنتبرأ منهم كالذين يبيحون التوسل بالأموات ودعاء الأولياء من دون الله أو مع الله، وإحياء ليلة المولد، وغيرها من البدع، فهؤلاء لا حاجة إلى علومهم، ولا إلى سماع أشرطتهم أو قراءة مؤلفاتهم، وأما المتكلمون من المعتزلة ونحوهم، فمن كان عنده علم بعقيدتهم فله أن يقرأ في كتبهم، ويحذر أخطاءهم، ومن كان ضعيفا في أمر العقيدة، فننصحه أن يتعلم عقيدة أهل السنة قبل أن يقرأ في كتب المعتزلة ونحوهم. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س ما حقيقة التجريح؟ وهل يجب علينا عدم السماع لأشرطة الشيوخ المجروحين؟

عدد المشاهدات

513