فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الجماعات الإسلامية والدعوة إلى الله » [ 5054 ] أسلوب جماعة التبليغ
السؤال
- س: يوجد أحد الأخوة الطيبين في عقيدته وسلوكه من أبناء الحي، ومتزوج زوجتان وله أولاد كبار وبنات، ويعمل مدرسًا في إحدى المدارس، ويحرص على الخير ويجتهد عليه في مسجدنا، ومرتبط ارتباطا وثيقا ومستمرا بجماعة التبليغ وهو من العاملين المخلصين لهذه الجماعة من حيث الترتيب الدقيق لاجتماعاتهم، وترتيب ما يسمى " الخروج في سبيل الله "، وهذا الخروج يرتكز في ظاهره عندهم على السفر من البلد لفترات متفاوتة في وقت محدد، كأربعة أشهر أو شهر أو أسبوع أو عطلة الأسبوع إلى أماكن عديدة داخل وخارج المملكة والشريان المحوري في هذا الخروج هو الزيارات في الله، والتذكير في هذه الزيارات بالله، والحث على العبادة والدين، ثم الدعوة المستمرة والمتكررة إلى الخروج في سبيل الله، والأخ المذكور باعتباره أحد العاملين المخلصين لهذه الجماعة فهو كثير السفر والخروج إلى بلاد خارج المملكة وداخلها في أكثر العطل الأسبوعية، وأغلب العطل الصيفية، حتى الأعياد الشرعية لا يُعيِّد مع أسرته وأهله، بل هو مشغول بالسفر والخروج، وهذا حاله منذ سنوات، وفي الآونة الأخيرة يقوم باصطحاب زوجاته في سفره داخل المملكة تاركا أولاده من بنين وبنات، وفي آخر أسفاره إلى إحدى الدول الخليجية اصطحب إحدى زوجاته معه، مما ألزم زوجته بإخراج جواز سفر دون ضرورة، علما بأن هذا الأخ وزوجاته ليسوا من المتخصصين العالمين بالعلم الشرعي بدرجة كبيرة وتأهيلية، حتى تجد لهم أدنى مبرر للسفر وترك أولادهم من خلفهم والمشكلة أنهم يعتبرون خروجهم وإهمالهم مسئولياتهم تجاه أسرهم وأبنائهم أنه من الدين، وهذا عكس ما تعلمناه من سيرة الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهديه الكريم في الدعوة إلى الله من علمائنا الأجلاء. نرجو من فضيلتكم التوجيه بفتوى شافية حيال ما عرضناه لكم، وبيان الحكم الشرعي للطريقة المذكورة أعلاه في الدعوة إلى الله، والنصيحة لهذا الأخ الكريم حيث سنقوم باطلاعه عليها لأننا نحبه في الله ونريد له الخير والتوفيق والسداد. وجزاكم الله خيرًا.
الجواب
-
هذه الجماعة المعروفة بجماعة التبليغ، قد عرف منهم النصح والتوجيه والصلاح
في أنفسهم، والحرص على إقامة الأعمال الصالحة، والابتعاد عن المحرمات
والمشتبهات، وقد نفع الله تعالى بجهودهم واهتدى بواسطة دعوتهم خلق كثير،
فإذا كانوا يقيمون الصلاة ويعرفون ما يبطلها، ويحافظون على شروطها وأركانها
وواجباتها، ويخرجون زكاة أموالهم، ويتطوعون بقيام آخر الليل وأداء الرواتب
قبل الفرائض وبعدها، وصيام التطوع، والصدقة مما رزقهم الله، والتنفل بالحج
والعمرة مع إتمام المناسك، ولا يدعون الأموات، ولا يعكفون عند القبور، ولا
يتمسحون بأتربتها، ولا يتبركون بالأشجار والأحجار وكل ما يعبد من دون الله
ولا يدعون مع الله إلها آخر، ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بحق، ولا
يزنون، ولا يسرقون، ولا يشربون مسكرا، ولا يدخنون، ولا يغتابون، ولا يظلمون
الناس، فإنهم يعتبرون من العلماء إذا عرفوا هذه الأحكام.
وإذا سافروا ووكلوا بأولادهم من ينفق عليهم، فلا حرج في ذلك، وإذا سافروا
بزوجاتهم لأجل أن تعفهم فلا حرج في ذلك، ومن كان له زوجتان فإنه يقرع
بينهما عند السفر أو يسافر بإحداهما وفي المرة الثانية يسافر بالأخرى ليتم
عدله، فقد كان النبي -صلى الله عليه وسلم- إذا أراد سفرا أقرع بين نسائه
فأيتهن خرج سهمها خرج بها من باب العدل، وأما إذا لم يوكل على أولاده أو لم
يترك لهم طعاما وسكنا وعرضهم للضياع أو لتكفف الناس، فإن هذا لا يجوز لقول
النبي -صلى الله عليه وسلم-: كفى بالمرء إثما أن يضيع من يمون والله أعلم.
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س يوجد أحد الأخوة الطيبين في عقيدته وسلوكه من أبناء الحي ومتزوج زوجتان وله أولاد كبار وبنات ويعمل
عدد المشاهدات
- 853