فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » أركان الإيمان » الإيمان بالله » توحيد الألوهية » المشاهد » تعظيم المشاهد والقبور والغلو فيها » [ 5045 ] أسئلة في العقيدة

السؤال

س: أرجو من فضيلتكم تفصيلا لبعض الشبه التي نتعرض لها من بث تلفزيوني في إحدى القنوات الفضائية لأحد المشايخ. سئل هذا الشيخ بعض الأسئلة منها: 1- هل صحيح أن الله موجود في السماء؟ وأين كان يوجد قبل خلق الأرض؟ 2- سئل عن القبوريين؟ وهل يجوز التوسل بأصحاب القبور ؟ فأجاب ذلك الشيخ: _*أولًا:*_ (أن معظم أهل العلم من السلف كانوا أشاعرة المعتقد كأمثال أبي حنيفة ومالك والشافعي وأصحاب أحمد وهذا هو المعتقد الصحيح الذي يجب اتباعه). انتهى كلامه، فهل هذا صحيح؟ _*ثانيًا:*_ (لا يصح قول القبوريون فهو تنابز بالألقاب، وسبة لكبار العلماء). واستدل ببعض الأدلة على جواز بناء القبور ومشروعية ذلك فقال: · أن النبي -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرة والحجرة بناء وله سقف. · أن السيدة عائشة -رضي الله عنه-ا كانت تصلي في الحجرة بعد موت النبي -صلى الله عليه وسلم- وبعد موت أبي بكر -رضي الله عنه-. · أنه ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه أرسل رسالة إلى أبي جندب وذلك في عهد الحديبية لما كثر أصحابه واشتكى إليه أبو سفيان وقال هذا مخالف للعهد، حيث اجتمع أبو جندب وبعض من أصحابه بين مكة والمدينة في وقت الصلح، الشاهد من القضية أن أبا جندب وضع الرسالة على صدره فمات، فبنى أصحابه عليه قبرا وبنوا عليه مسجدا، وقال ذلك الشيخ أن هذا ثابت في سيرة أبي جندب · وقال أيضًا: ( ثبت أن هناك مسجدا مدفون به بعض الأنبياء). · وقال: ( إن هناك بعض الأدلة يقوي بعضها بعض أن إسماعيل عليه السلام مدفون في الحجر في الكعبة ). · وقال: (إن التوسعة التي حصلت للمسجد النبوي ضمت القبر ولم يعترض أحد من العلماء على ذلك). · وقال: (إن رأس النبي الكريم يحيى عليه السلام مدفون بالمسجد الأموي ولم يعترض أحد من العلماء). نرجو من فضيلتكم توضيح الأمور لنا.

الجواب

_*أولًا:*_ اعلم أن معتقد الأشاعرة ما حدث إلا في آخر القرن الثالث، وفي القرن الرابع وما بعده، مع أن أبا الحسن الأشعري قد رجع عن هذا المعتقد كما في رسالته: (الإبانة) وكتابه: (مقالات الإسلاميين)، وقد تمسك هؤلاء المبتدعة بكتبه قبل أن يرجع، واعتقدوا أن ذلك مذهبه، وفيه الإنكار لصفة الاستواء والعلو والفوقية، كما دلت على ذلك الآيات والأحاديث الصحيحة، وأنكروا الصفات الذاتية، كالوجه واليد والعين، وأنكروا الصفات الفعلية، كالغضب والرضا والمحبة والكراهة، مع وجود أدلتها في الكتاب والسنة، وقد تبرأ من ذلك الأئمة، كما في كتاب: (الفقه الأكبر ) لأبي حنيفة وكما نقل عن الشافعي ومالك وأحمد والبخاري ومسلم وأهل السنن، فكلهم يعتقدون إثبات الأسماء والصفات، وأن القرآن كلام الله، حروفه ومعانيه، وأن الله يتكلم كما يشاء، وأنه يُرى في الآخرة رؤية بصرية، وأثبتوا المجيء لفصل القضاء والنزول كما يشاء وسائر الصفات الفعلية والذاتية، وإنما حدث التعطيل بعد انقراض القرون الثلاثة المفضلة، ويدل على ذلك كتب السلف، كمقدمة سنن الدارمي وسنن ابن ماجه وآخر صحيح البخاري وكتاب السنة للإمام أحمد ولابنه عبد الله ولتلميذه الخلال ولابن أبي عاصم والرد على الجهمية وعلى المريسي للدارمي والشريعة للآجري واعتقاد أهل السنة للالكائي والإبانة لابن بطة وكذا من بعدهم، وقد أكثر العلماء من الكتابة في العقيدة. _*ثانيًا:*_ لا يجوز التوسل بالأموات ولو كانوا أنبياء، ولا التمسح بالقبور، فإن ذلك شرك ودعاء لغير الله، وذلك لأنهم قد ختم على أعمالهم فلا يملكون لأنفسهم ولا لغيرهم نفعا ولا ضرا، وقد جاءت الأحاديث في النهي عن البناء على القبور ورفعها، وجاء الأمر بتسويتها، كقوله: لا تدع قبرا مشرفا إلا سويته وكونه -صلى الله عليه وسلم- دفن في حجرته من باب الحفاظ عليه مخافة أن يتخذ قبره مسجدا، ولولا ذلك لأبرز قبره، وأما إدخاله في التوسعة فذلك لضرورة التوسعة، وكون عائشة تصلي في بيتها لأجل الحاجة، وكانت تصلي في ناحية أخرى، وأما أبو جندب فلم يثبت أن أصحابه بنوا عليه مسجدا، ولا يعرف ذلك، بل هو كغيره ممن توفي من الصحابة ولم تعرف قبورهم، ولا يعرف قبر نبي من الأنبياء إلا إبراهيم ونبينا -صلى الله عليه وسلم-، وما روي أن إسماعيل مدفون في الحجر فلا يصح ذلك، والحجر جزء من الكعبة ولا يصح أن نبي الله يحيى مدفون في المسجد الأموي وذلك لأنه قتل في فلسطين ولم ينقل أنه نقل بعد ذلك. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س أرجو من فضيلتكم تفصيلا لبعض الشبه التي نتعرض لها من بث تلفزيوني في إحدى القنوات الفضائية لأحد

عدد المشاهدات

551