فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » النصيحة » النصيحة لعامة المسلمين » [ 4667 ] تحذير المسلمين من مفاسد الاتصالات الهاتفية بين البنات والبنين

السؤال

س: لي بنات عم؛ جرفهن الشيطان في تيار الهاتف، وإقامة علاقات مع أشخاص، حتى أصبحن يخرجن مع أولئك الرجال متى سنحت لهن فرصة، بل وحاولن التغرير بالأخريات من أقربائهن، حتى عرف الشيطان إلى قريباتي طريقا، وأقمن علاقة بالهاتف مع الذئاب، مع العلم أن والدتهن، وهي قريبة جدا منا قد لمست سوء خلق بنات عمي، وعلى علم تام بما يفعلن، ولكنها سمحت لبناتها بمخالطتهن، والمبيت معهن؛ لأنها أعطت بناتها ثقة عمياء، أحاول إدراك قريباتي هؤلاء من الغرق، ولكنني يئست، فلم أجد الوسيلة. - ما حكم مقاطعتي أنا وأخواتي لعمي وبناته؟ - كيف نستطيع وقف خطر بنات عمي عن المجتمع؟ - ما السبيل لإدراك ما تبقى من قريباتي قبل فوات الأوان؟ - أرجو من فضيلتكم وضع خطاب تفصيلي لهؤلاء البنات وأمثالهن، فلقد انتشرن بشكل خطير، فما حكم وعقوبة هذه العلاقات في الدنيا والآخرة؟ وهل لهن، ولأمثالهن مجالا للتوبة؟

الجواب

لا شك أن فعل هؤلاء الفتيات من أعظم المنكرات، بحيث إنه يوقعهن في الزنا، واقتراف الفواحش وسبب ذلك: هو اشتغالهن بالمكالمات الهاتفية، والتي يتلقاهن بعض الشباب العصاة، والفسقة: الذين يدعون من يتصلون بهن إلى الزنا، ومقدماته، وإلى الخلوة المحرمة، وأول ذلك اتصال عادي يقع معه بعض المكالمات التي تشتمل على: غزل، ومعاكسات، وكلمات رقيقة، وتغنج، وخضوع في القول، يحصل بعده مواعيد، ولقاءات، وخلوة مشبوهة، يكون من أثرها الوقوع في الزنا، وقد قال الله تعالى: فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ خضوع: هو ترقيق الكلام مع الرجل الأجنبي، مما يسبب طمعه في المكالمات مرة بعد مرة، ويحصل معه مواعيد بعد إثارة الشهوة في النوعين. وكم حصل لهذه الاتصالات الهاتفية من منكرات، واقتراف محرمات كان من نتيجتها نشوز المرأة المتزوجة عن زوجها، وامتناع كثير من الفتيات عن الزواج الشرعي بالشباب الصالح، لوجود تلك العلاقات المشبوهة مع أولئك الفسقة، ولو ادعوا الرغبة في النكاح الحلال، فإنهم لا خير في صحبتهم، فكثير من الفتيات انخدعن بأولئك الفاسدين، وبعد المواقعة والعلوق بالحمل أحيانا، تقدم أولئك الشباب المنحرف لخطبتهن، فلم يقبلهم أولياء الأمور لما يظهرون به من الفساد وسوء الأخلاق، أو لقلة الدين، أو لعدم الأهلية والمكافأة، وبقيت أولئك الفتيات في حيرة من أمرهن، إن تزوجن بغير هؤلاء افتضحن، وعرف أنهن من العاهرات، وإن امتنعن بقين طوال حياتهن مع أولئك الفسقة، يعبثون بأعراضهن ويفعلون ما يريدون، فخسرت الفتاة حياتها، واكتسبت سمعة سيئة، وجلبت إلى أهلها تلك السمعة السيئة، واشتهر أن أهلها، وأولياء أمورها من الديوثين: الذين يرضون الخنا في أهليهم، ومن أهل الفساد، أو الإهمال، فاجتنبهم الناس، وعرفوا عنهم هذه المنكرات. فعلى هذا يجب على من عرف ذلك من فتاة قريبة، أو بعيدة أن يكرر النصيحة لها، ويخوفها من العاقبة السيئة، وإذا سخرت واستهزأت بمن ينصحها، أرسل إليها من ينصحها من البعيدين والقريبين بواسطة الهاتف، أو المراسلات، أو إهداء الكتيبات والأشرطة الإسلامية، فإن أصرت، واستمرت، انتقل إلى نصيحة ولي أمرها، كالوالد، والأخ، والأم، والأخت، ويكرر مع كل منهم النصيحة والتحذير من الوقوع في المآثم وانتشار الفواحش، والوقوع في العذاب الذي ذكره الله بقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ . فيحذر أولياء الأمور، وأقارب هذه الفتاة من إقرارها على هذا المنكر، ويؤمرون بمنعها والضرب عليها بيد من حديد، وحبسها وإغلاق الأبواب عليها، ومنعها من التجول والخروج، ولو إلى المدرسة، أو المستشفى، أو الأسواق إلا بصحبة أحد المحارم الغيورين، وإذا تهاون أولئك الأولياء بهذه النصائح ثقة بمتولياتهم، وإحسان ظن بهن، فلا بد من التصريح لهم بما فعلن، ومن إظهار علاقتهن بفلان وفلان، وتزويد الأولياء بأرقام هواتف أولئك المفسدين، أو تسجيل كلامهم مع الفتيات، حتى يفتضحن، لأن التساهل، وتهوين أمر الزنا من أسباب العقوبات، وانتشار الأمراض الفتاكة. وهكذا يجب التحذير من شر هؤلاء المنحرفات، ونصيحة بقية الأخوات عن صحبتهن، وسماع كلامهن الذي يغري من خالطهن إلى الوقوع فيما وقعن فيه، وإذا لم تنفع هذه الوسائل انتقل إلى مقاطعة أولئك الفتيات، وأولياء أمورهن، ولو كانوا من الأقارب، ووجب تحذير بقية الأقارب عن صحبة أولئك المنحرفات، وبيان خطرهن على المجتمع الأسري، ووجب السعي في إنقاذ قريباتهن، وزميلاتهن، وجيرانهن، حتى لا يقعن فيما وقع فيه هؤلاء، فيصعب بعد ذلك التدارك، والتخلص من هذه الشباك التي ينصبها أولئك المغرضون. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س لي بنات عم جرفهن الشيطان في تيار الهاتف وإقامة علاقات مع أشخاص حتى أصبحن يخرجن مع أولئك

عدد المشاهدات

411