فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » الاختلاط » [ 4643 ] الاختلاط في الجامعات

السؤال

س: أنا طالب جامعي جزائري في الإعلام الآلي"سنة ثانية"، أريد أن أستفسر عن قضية الاختلاط مع الإناث المنتشرة في جامعاتنا وفي جميع المرافق الحياتية، والضرورية في بلادنا. فهل يجوز لي إكمال دراستي للإعلام الآلي بالجامعة في هذا الجو من الاختلاط، و السفور والتبرج...إلخ، مع العلم أنني مع بعض إخواني الملتزمين في الجامعة نتذاكر فيما بيننا، و نحافظ على صلواتنا، و ننشد تقوى الله في كل أمورنا ما استطعنا، مع العلم أيضا: أن نيتي في الدراسة هذه هي خدمة الإسلام، و المسلمين من شعبي، و أمتي، وعدم ترك المجال الواسع للعلمانيين واللائكيين، وغيرهم ليعيثوا في البلاد فسادا. فقد بادرتني فكرة التوقف عن الدراسة، حين سمعت شريطا للشيخ الألباني رحمه الله "جلسة مع الجزائريين" يقول فيه ما مختصره: أنه لا يجوز الدراسة في الاختلاط. فهل هذا كلام عام؟ وهل حالتي حالة خاصة؟ مع العلم أيضا: أن عائلتي لا توافق الفكرة إطلاقا، و أن والدي هدد بمقاطعتي، وطردي من البيت، "وهو رجل ملتزم" إن أنا توقفت عن دراستي، ويحتج لي والدي، وكثير من الإخوة الملتزمين المتدينين الذين يدرسون في الجامعة بأن فكرتي خاطئة، وأنني بهذه الطريقة سأضيع مستقبلي، وأضيع ديني و التزامي، كما ضيعه بعض الشباب الملتزم في مجتمعنا المعفن، حين توقفوا عن الدراسة بالجامعة، بحجة الاختلاط، فوجدوا الاختلاط، و التبرج، و السفور محتوما عليهم في كل مكان: في السوق، الشارع، المستشفى....، ووجدوا أنفسهم أمام واقع صعب من البطالة، و التشرد، و العالة على العائلة، و المجتمع. فهل حالتي هي حالة ضرورة، كما يقوله لي دائما الإخوة الملتزمون الجامعيون:"نحن في حالة ضرورة، و يجب علينا أن ندرس في الجامعات، و في كل الاختصاصات المشروعة، و نثبت على ديننا، ولا ندع الفرصة للمفسدين أن يقهرونا، ويذلونا أكثر مما نحن فيه، و أننا إذا توقفنا عن الدراسة بحجة الاختلاط، و الفتن، فلن نجد في الشارع، و الأماكن الأخرى إلا اختلاطا، و فتنا أعظم منها، فإلى الله المشتكى، و هو حسبنا، و نعم الوكيل، و نسأله أن يثبتنا على دينه، و على منهج سلفنا الصالح، حتى نلقاه. وفي النهاية، فأنا في حيرة من أمري، أريد منكم أجوبة مفصلة، و مقنعة عن تساؤلاتي، و هل أنا على صواب، أم خطأ، فالأمر خطير، وشائك، و مستقبلي بالنسبة لي، جزاكم الله خيرا. لعلمكم، فإنه عندي نقص في الوسائل التعليمية مثل: الحاسوب.

الجواب

يجوز لك الاستمرار في هذه الدراسة إذا كنت آمنا على نفسك من الوقوع في الحرام، ومن الفتن بما تراه، وتمسه من هذه الحالة المشينة، فأرى لك الاستمرار، حتى إكمال الدراسة، والانتهاء من هذه المرحلة رجاء أن تكون صالحا مصلحا في مجتمعك، فإذا كان هذا الاختلاط ضروريا في حياة المجتمعات، سواء في المدارس، أو الجامعات، أو المستشفيات، أو الشركات، أو الدوائر، أو المكاتب، فإن الإنسان عليه أن يغض بصره، ويحفظ فرجه، ويمسك نفسه، ويحافظ على دينه، ويعبد ربه، ويبتعد عن الأخطار والآفات والمضلات، حتى يسلم على دينه وعرضه، ثم إذا كنت لا تأمن على نفسك الوقوع في الزنا من آثار الاختلاط، فإن عليك الابتعاد عن أسباب الخطأ، حتى تسلم على دينك وعرضك. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س أنا طالب جامعي جزائري في الإعلام الآلي سنة ثانية أريد أن أستفسر عن قضية الاختلاط مع الإناث

عدد المشاهدات

529