فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » دعم الدعوة إلى الله ماديا ومعنويا » [ 4532 ] حول التبرع لصالح الشعب الفلسطيني

السؤال

س: تبرعت بأسهم لي في شركة النقل الجماعي لصالح الشعب الفلسطيني منذ سنتين، وذلك عن طريق موظفة في البنك حيث رفض هذا البنك أن يأخذ التبرع بشكل أسهم، فقلت لهذه الموظفة التي توسمت فيها الخير أن توصلها إلى الجهة المستحقة، ولكن بعد سنة تفاجأت أن الأسهم ما زالت باسمي وقد جاءتني أرباحها، فذهبت إلى البنك بحجة أن البنك استدعاني ليذهب بي زوجي لأنه لا أحد يعلم بهذا التبرع، ودخلت البنك وكلمت تلك الموظفة أن الأسهم ما زالت باسمي وهذه الأرباح قد جاءتني، قالت: أنا لا أدري، لقد أعطيت الشهادات لإحدى الأخوات في دار تحفيظ قرآن على أنها سوف توصلها، ولكن لا عليك هي ثقة، فأما بالنسبة للأرباح أدخليها في حساب الشعب الفلسطيني المتضرر، فقلت: يمكن أنها لم تستطع أن تتصرف بالأسهم لأنها باسمي ولا يوجد تنازل مني بالتصرف، قالت: لا يحتاج الأمر لذلك، قلت: إذا صعب الأمر عليها تأتي بالشهادات لأبيعها وأعطيها نقدًا بدل الأسهم، قالت: لا ارتاحي وسوف تصل إن شاء الله، قلت: هذا رقم هاتفي إذا احتاج الأمر، وأخذت رقم هاتفها، وبعد مرور سنة وجدت الأسهم ما زالت باسمي، وأخشى أن تضعف نفسي فأدعي فقدان الشهادات وأخرج بدل فاقد وأستفيد منها في هذه الدنيا الزائلة، كذلك أخشى أن يعلم أهلي أو زوجي قبل أن تخرج ملكيتي هذه الأسهم فتتوتر العلاقات لأن كلا منهم سوف يقول أنا أولى والأقربون أولى بالمعروف، وخاصة أن واحدة من أخواتي بحاجة إلى بيت، وكذلك نحن وزوجي وأولادي نسكن في إيجار، ولكن لا يهم فهذه دنيا والأفضل فيها الكفاف وليس البذخ. زوجي وأهلي دائمًا يسألونني عن هذه الأسهم هل ارتفعت؟ ما قيمتها؟ ما كميتها؟ مع العلم أن هذه الأسهم ورثتها عن والدي كما ورث إخوتي وإخواني، وكل فعل بأسهمه ما فعل، وأنا فعلت ما فعلت؟ والسؤال هنا: 1- هل تبرعي هذا في محله؟ أو أنه لا يجوز لي ذلك لعدم علم زوجي؟ 2- هل لو تراجعت عن التبرع لفلسطين لأتبرع بها لأختي فيها شيء؟ أي جعلتها في الأقربين.

الجواب

حيث إن هذه الأسهم لا تزال باسمكِ وأنتِ تقبضين الأرباح فأرى أن ترسلي هذه الأرباح للشعب الفلسطيني بعد أن تقبضيها، ويبقى رأس المال يحمل اسمك، ولا تبيعي هذه الأسهم، ولكِ أن تقبضي رأس المال وتتصرفي فيه سواء لنفسك أو لأحد الأقارب، ولكِ أن تكتبي في الوصية ثلث هذه الأرباح وثلث رأس المال ليكون وقفًا على المتضررين في فلسطين، وبذلك لا يكون لأحد من الأقارب حق الاعتراض، فما دمت على قيد الحياة فأخرجي منها أرباحها لصالح الشعب الفلسطيني، وبعد الموت يملكها الورثة ويلزمهم إخراج ثلث الأرباح وعدم التصرف في ثلث رأس المال، وحيث إن الأرباح قد صرفتيها لابنة أختك ولزوجك، فإنها قد وقعت موقعها وأجزأت. وأما رأس المال فلا يباع بل يبقى، وأرباحه تصرف للشعب الفلسطيني أو لغيره، ويجوز مطالبة الشركة برأس المال، فإذا قبض تمامًا جاز بعد ذلك أن تتصدقي به أو تساهمي فيه، أو تتصرفي فيه بما يناسب الحال، وحيث إن رأس المال معروف، فإذا قبض من الشركة فإنه يكون مباحًا لا شبهة فيه، وإن بقي في الشركة جاز لك أن تهبيه لبعض الأقارب وتتنازلي عن استحقاقك، وبذلك تدرئين مِنْ أَخْذِ شيء لا تستحقينه، وكذلك يجوز لك أن تتبرعي بما تريدين من أموالك التي هي من استحقاقك، وليس للزوج أن يعترض على ذلك، وليس له الولاية على أموال زوجته إلا ما سمحت له عن طيب نفس لقوله تعالى: فَإِنْ طِبْنَ لَكُمْ عَنْ شَيْءٍ مِنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَرِيئًا والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س تبرعت بأسهم لي في شركة النقل الجماعي لصالح الشعب الفلسطيني منذ سنتين وذلك عن طريق موظفة في

عدد المشاهدات

919