فتاوى ابن جبرين » العقائد » الإيمان » مقتضيات الإيمان » من مقتضيات الإيمان الولاء والبراء » [ 3999 ] الولاء والبراء الواجبين لله ورسوله

السؤال

س: ما ضابط التفريق بين الولاء والبراء الواجبين لله ورسوله والبراء من الشرك وأهله، وبين معاملة الكفار في حدود الشرع؛ فإنه كثيرًا ما يلتبس الأمر على من لم يفهمهما عن أهل العلم؟

الجواب

يُراد بالولاء مُوالاة المُسلمين ومحبتهم، ونصرهم وتأييدهم والذبُّ عنهم ومجالستهم ومؤانستهم والأخذ عنهم والاقتداء بهم إذا كانوا صادقين في إيمانهم ومُخلصين في أعمالهم، فإن المؤمنين عليهم أن يحب بعضهم بعضًا ويُوالي بعضهم بعضًا، وعليهم أن يتبادلوا التحية والتهنئة والهدايا وما يُثبت الصداقة بينهم، وأما البراء فإنه مُعاداة الكُفَّار والعُصاة والمُنافقين ومُقاطعتهم وبُغضهم والبُعد عنهم وهجرهم وترك السلام عليهم وترك خدمتهم ومودتهم ونحو ذلك، لكن إذا كانوا من المُعاهدين أو أهل الذمِّة جاز التعامل معهم في حدود ما أُذِنَ فيه كالبيع عليهم والشراء منهم عند الحاجة ومُخاطبتهم هاتفيًا أو مُشافهةً كسؤالٍ عن أمرٍ يعرفونه دون غيرهم، وهكذا عند الحاجة إلى التعلم منهم للعلوم الجديدة، فلا مانع من أن يتلقى عنهم الطالب، ولكن مع ذلك يُظهر لهم البُغض ويُحَقِّرهم ويمقتهم ولا يتواضع لهم، فلا يُصدِّرهم في المجلس ولا يقوم لهم احترامًا ولا يبدؤهم بالسلام حتى يحقروا أنفسهم ويعرفوا أن دينهم هو الذي أذلهم وأهانهم، وقد كان النبي- صلى الله عليه وسلم- يتعامل مع بعض اليهود وكذلك الصحابة يتبايعون معهم ويقبلون هداياهم ويأكلون من موائدهم ولكن قلوبهم مُبغضةٌ لهم، وقد جاء في حديث قوله صلى الله عليه وسلم: إنا لنبشُّ في وجوه قوم، وإن قلوبنا لتلعنهم أي إننا نُبغضهم ولو أننا نُقابلهم ببشاشة على وجه إظهار محاسن الإسلام وما أشبه ذلك. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س ما ضابط التفريق بين الولاء والبراء الواجبين لله ورسوله والبراء من الشرك وأهله وبين معاملة الكفار في

عدد المشاهدات

574