فتاوى ابن جبرين » معاملات » الجنايات » الردة » ما يوجب الردة » ما يوجب الردة عملا » ما يوجب الردة فعلا » السحر » الاستعانة بالساحر » [ 3757 ] حكم إتيان الكهان والعرافين
السؤال
- س: أرجو من سماحتكم التعليق على هذه الرسالة وتقديم النصيحة لي ولمطلقتي وأهلها وطلاب العلم الذين ابتلوا بتصديق الكهنة والعرَّافين، فقد اتصل أحد الأصدقاء من مصر وللأسف طالب علم، أخبر أحد الأصدقاء المقيمين بالقصيم يناشدني أن أتوقف من سحر مطلقتي، والقصة يرويها صديقي المقيم بالقصيم، يقول بأن مطلقتي مريضة وأنهم ذهبوا لأحد القراء ولعله أحد الدجالين الذي يستخدم الجن حيث إنه قال لهم إن شخصا طويلا أسمر... أي وصفني لهم بدون أن يعرفني أو يراني ويقول إنني أقرأ وردا يوميا كقراءة سورة يس مقلوبة لكي تتأذى مطلقتي وترفض من يتقدم لها حيث يدَّعي ذلك العراف بأنني أربطها لي ويقول إنني أحافظ على ذلك الورد يوميًّا بعد صلاة المغرب، وإذا مر يوم ولم أقرأ هذا الورد فإنها تُشفى تمامًا كأنني مُتفرغ لها ليس لي عمل ولا مُتابعة دروس سماحتكم، فقد اتهموني بالكفر وذلك باتهامهم لي بالسحر والشعوذة وتصديقهم لمن يستعين بالجن، هذا إلى درجة أنهم يرجونني بأن أتوقف عن قراءة القرآن بالمقلوب كما خُيِّل لهم، فصبر جميل والله المستعان على ما تصفون وحسبي الله ونعم الوكيل. فضيلة الشيخ نرجو التعليق وتقديم النصائح على هذه الادعاءات وتقديم النصائح لجميع الأطراف؛ فلم تهدأ المشاكل حتى بعد الطلاق، فحسبنا الله ونعم الوكيل؟
الجواب
-
وهذه هي الإجابة عليه: ـ
فما ذكرت من أن امرأتك ـ سابقًا ـ وأهلها ذهبوا لأحد القُرَّاء ـ ولعله أحد
الدجَّالين الذي يستخدم الجن ـ فنقول:
أولا: إن ذهابهم إلى الكهنة والعرَّافين ذنب كبير، وخصوصًا إذا صدَّقوه بما
يقول؛ فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم: قال: من أتى كاهنًا فسأله عن
شيء فصدَّقه بما يقول فقد كفر بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم وهذا
وعيد شديد، فإذا ذهبوا إلى هذا المُتكهن، ثم صدَّقوه وعملوا بكلامه صدق عليهم
أنهم قد كفروا بما أُنزل على محمد صلى الله عليه وسلم، وهذا الذي وصف لهم
هذه الصفة هو من الكهنة والمشعوذين الذين يتقرَّبون إلى الشياطين وإلى مردة
الجن بما يُحبِّون حتى تخدمهم الشياطين وتُخبرهم بالمُغيبات، ولا شك أن هذا
التقرب يعم الذبح لهم ودعاءهم والهتاف بأسمائهم والسجود لهم وترك الصلاة
طاعة لهم والتلطُّخ بالنجاسات... إلى أن تكون الشياطين في خدمتهم، فيترجَّح أن
هذا الدجَّال من هؤلاء الكهنة ولو سمَّى نفسه قارئًا أو راقيًا، ودليل ذلك أنه
وصف لهم شخصيَّة هذا السائل بأنه طويل وأسمر. .. إلى آخر صفاته، رغم أنه لا
يعرف السائل الذي هو زوج المرأة المذكورة وإنما أراد الشيطان أن يوقع بينهم
العداوة والبغضاء وأن يتَّهم الأبرياء بأعمال شيطانية، وقد يكون ذلك الشيطان
هو الذي يتخبَّط تلك المرأة ويُؤذيها حتى ترفض من تقدم لخطبتها، فنقول: إن على
تلك المرأة وأهلها أن يتوبوا إلى الله ويُصلحوا أعمالهم ولا يُصدِّقوا أولئك
الكهنة والشياطين والمُشعوذين وأن عليهم أن يتحصَّنوا بالأوراد الشرعية
والأذكار الواردة وقراءة القرآن ولا يغفلوا عن ذكر الله ويدعوا بأدعية
الصباح وأدعية المساء وأدعية النوم ويعملوا الأعمال الصالحة ويتوبوا من
المعاصي صغيرها وكبيرها ويُطهِّروا منازلهم من آلات اللهو والمعاصي ويُحسنوا
ظنهم بهذا الرجل الذي قدَّم هذا السُؤال ويتوبوا من هذه التُهمة التي ألصقوها
بإنسان بريء الساحة؛ فقد عرفنا هذا السائل بقراءته للعلم الصحيح وصلاحه في
عقيدته وعمله وحرصه على مُتابعة حلقات الذكر والعلم وبُعده عما يتَّهمونه به من
قراءة سورة يس مقلوبة أو غيرها من السور كما خُيِّل لهم، ولا شك أن هذه تُهمة
باطلة وتصديق لذلك الدجَّال الذي يدَّعي علم الغيب، وقد قال الله تعالى: قُلْ لَا
يَعْلَمُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ
فعليهم أن يتوبوا من هذه التُهمة وأن يتبرءوا من تصديق الكُهَّان والسحرة، وإذا
كانت هذه المرأة مُصابة بمرض حسيٍّ فإن علاجها عند الأطباء، وإذا كان بها مرض
نفسي فهناك الأطباء النفسانيون وننصحها وننصح غيرها بأن يطرحوا تلك
التوهمات والتخيلات ويُكثروا الاستعاذة من الشيطان ويتوبوا إلى الله توبة
صادقة ويسألوا ربهم شفاء مرضاهم وإزالة المحن والشدائد التي تحل بهم
ويتوبوا من تهمة إنسان بريء بعيد عن التُهم وبعيد عن عمل السحرة وتصديقهم
كما هو ظاهر فيما نعرفه من هذا السائل وأشباهه، ومن تاب تاب الله عليه،
وأما من استمرَّ في هذه الأعمال فلا يُؤمن أن يذهب عليه دينه وعبادته ويقع في
هذا الوعيد الشديد ومنه قول النبي صلىالله عليه وسلم ليس منا من تكهَّن أو
تُكهِّن له، أو سحر أو سُحر له فنعوذ بالله من الحرمان، ونسأله العفو والغفران،
والله أعلم.
,
أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
ملخص الفتوى
- س أرجو من سماحتكم التعليق على هذه الرسالة وتقديم النصيحة لي ولمطلقتي وأهلها وطلاب العلم الذين ابتلوا بتصديق
عدد المشاهدات
- 234