فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » العلم » أحكام العلم » فضل العلم » [ 2474 ] أهمية طلب العلم الشرعي

السؤال

س: تعتزم هيئة الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر بمنطقة حائل إقامة مسابقة عائلية على مستوى المنطقة والقُرى التابعة لها بعدد (17000 نسخة) على كتاب "حراسة الفضيلة" ، وشريط" صور مشرقة للعفيفات". ونتمنى من فضيلتكم كتابة كلمة عن أهمية مثل هذه المسابقات في نشر العلم الشرعي، وعن أهمية طلب العلم الشرعي للأخت المسلمة، ووسائل وطرق طلب العلم التي يمكن للمرأة الاستفادة منها ؟

الجواب

المُسابقات في نشر العلم لها مكانتها وأهميتها؛ لما يحصل من آثارها، وعلى المُتسابقين فيها ذكورًا وإناثًا من الفائدة الكبيرة، والأثر العظيم، فبالنسبة للنساء اللاتي يقرأن كتاب حِراسة الفضيلة، ويستمعن شريط صور مشرقة للعفيفات، لا شك أن ذلك مما يُؤَثِّر تأثيرًا كبيرًا في كل من قرأ هذا الكتاب، وتمعَّن في دلالاته، حيث يحصل لمن قرأه الاستفادة، والالتزام بالحجاب الشرعي، والْبُعْدُ عن أسباب التكشف، والتبرج والسفور والاختلاط، وبروز النساء أمام الرجال، مما يكون سببًا في انتشار الفواحش، وحصول المفاسد في الأخلاق والآداب الشرعية، والمصالح الإسلامية، وهذا يتحقق للمرأة المسلمة التي يكون قصدها- من قراءة هذا الكتاب ونحوه، وسماع هذا الشريط وأمثاله- معرفة الحق والصواب، والعمل بالدليل، واتباع ما عليه أهل الحق وأهل الاستقامة، وعدم الإصغاء إلى دُعاة الفساد والعلمانيين الذين يسعون في الأرض فسادًا ، ويُحِبُّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا، ويَبُثُّون في صحفهم ونشراتهم الدعوة إلى الانحلال والتفسُّخ، وإلى خروج المرأة من منزلها، ومُزاحمتها للرجال، وإبداء زينتها ومحاسنها لغير محارمها الذين أباح الله لها إبداء الزينة لهم بقوله تعالى: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ فالمرأة العفيفة المُسلمة تتبع الحق، وتقصده، وتعمل به، ولا تُصغي إلى ما يُخالفه، ولا تُقلِّد نساء الغرب، ولا دُعاة الضلال، وقصدُها بذلك المُحافظة على حشمتها وكرامتها، والبُعْدُ عن أن تُمتهن وتُهان وتُستَذَلَّ، وتمتد إليها الأنظار، وتشتد إليها الأطماع، مما يكون سببًا في إهانتها وإهانة كرامتها. ونقول أيضًا: إن طلب العلم الشرعي الذي هو من فروض الأعيان واجب على كل مسلمة يهمها أمر دينها، كما أن طلب العلم الكفائي واجب على جنس الأمة، يأثم المسلمون والمسلمات بالإعراض عنه، والاستمرار على الجهل به. وقد وردت الأدلة في مدح حملة العلم وفضلهم، ولزوم التعلم، كقوله صلى الله عليه وسلم: طلب العلم فريضة على كل مسلم وكقوله: مَنْ يُرد الله به خيرًا يُفَقِّهْهُ في الدين . وأما وسائل طلب العلم فهي كثيرة مُيسَّرَةٌ -والحمد لله -فقد وفق الله هذه الدولة الرشيدة ـ إن شاء الله ـ لتمكين أولاد المسلمين ذكورًا وإناثًا من التعلم بفتح المدارس للطُّلاب زمن الصغر، إلى آخر المراحل، وتعليمهم بالْمَجَّان، ومُساعدتهم بوسائل النقل وبالكتب والمراجع، فمواصلة المسلمة في هذه المدارس مما يُمَكِّنها من نَيْلِ العلم، والاستفادة منه، وفي إمكانها التخصص في طلب العلم الشرعي كالفقه في الدين، وتعلم الأحكام. وكذلك أيضًا من الوسائل اليسيرة تَوَفُّرُ الكتب الدينية التي تتعلق بتفسير القرآن، وإيضاح دلالاته، وبخدمة الأحاديث النبوية، وبيان ما تدل عليه، وما يُستفاد منها. وكذلك من الوسائل ما يَسَّره الله من الأشرطة المُفيدة التي يُمْكِنُ الاستفادة منها للجالس، والواقف، والماشي، والراكب، والمُضطجع، والبصير، والأعمى؛ فهي نعمة من الله وُجِدَتْ وتيسرت في هذه الأزمنة، وحصلت الاستفادة منها لمن أراد الله هدايته. وهكذا من الوسائل: التَّعَلُّم بواسطة الإذاعة الإسلامية، ففيها فوائد ، وعلوم دينية، وأحكام وبيانات تُفيد مَنْ تابعها، ويحصل بها خير كثير لمن يريد الاستفادة. وهكذا من الوسائل تَيَسُّرُ الاستفادة بواسطة الاتصالات الهاتفية عند حصول إشكال، أو جهل بحكم؛ حيث يتمكن من مُكالمة العلماء، ومعرفة الأحكام التي تَعْرِضُ للمسلم والمسلمة. فنوصي المرأة المسلمة أن تهتم بأمر دينها، وأن تتعلم ما ينفعها، رجاء أن يحفظها الله، وأن يحصل لها صيانة كرامتها وعفَّتِهَا، حتى لا يعبث بها العابثون. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س تعتزم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمنطقة حائل إقامة مسابقة عائلية على مستوى المنطقة والقرى التابعة

عدد المشاهدات

963