فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » الإسلام والغرب » [ 1711 ] ما يقبل من الغرب وما يرفض

السؤال

س: في ظل الصراع مع الغرب وتضارب الفتاوى ثمة موقفان: "التشبه المنهي عنه"، و"الحكمة ضالة المؤمن" هل يوجد ضابط للتفريق بين المصطلحين؟

الجواب

لا شك أن الغرب في هذه الأزمنة قد ظهروا بعادات، ودعايات، وأزياء جديدة انتشرت في أكثر دول العالم، وبالأخص الدول التي تدعي الحضارة، وتهدف لما تسميه تقدمًا، ورقيًا، وثقافة، وتفوقًا، وقد انخدع بهم الكثير من المتحضرين، ورأوا تقليدهم في تلك الأعمال التي ظنوها نافعة مفيدة، فالرجال تعلموا نغمات الغرب، واصطلاحاتهم، واهتموا بلغاتهم، وفضلوها على اللغة العربية، وقلدوهم في المشية، واللباس، وحلق اللحى، وإطالة الشوارب، والإسبال، والأكل بالشمال، ووضع الأيدي على الأدبار، وترك العمائم، وارتداء البنطال الضيق، وسماع الأغاني، وتمادى بهم الأمر إلى التقليد فيما لا أهمية له: كتعاطي الدخان، والمخدرات، وشرب الخمور، والاعتراض على الشرع في تحريم المسكرات، وتسميتها بالأشربة الروحية، وما إلى ذلك، وقد تمادى هذا التشبه إلى النساء، حيث افتتن نساء المسلمين بما عليه الغرب، وتأثروا بهم، إذا بدت المرأة الغربية مسلمة، أو كافرة، حيث تبرز محاسنها، وتتبرج بزينتها، وتظهر مفاتنها ؛ فانخدع الكثير من نساء المسلمين، وسرن على تلك الأخلاق الدنيئة، وفعلن ما ورد الشرع بتحريمه، أو منعه، كإبداء الوجه، والصدر، والرأس، والعنق، والساعد، والساق أمام الأجانب، وكقص شعر الرأس، أو تقصير مقدمه، أو بعض جوانبه، وجمعه في القفا، وربطه بعد ردّ بعضه على بعض، كأسنمة البخت، وكذا اللباس الضيق الذي يبين حجم الصدر، والأكتاف، والثديين، والبطن، والألية، ونحو ذلك، وكذا عمل ما يسمى بالمكياج، وتحمير الشفاة، وتشقير الحواجب، وتخفيفها، ولباس النقاب واسع الفتحات، والذي يلفت الأنظار مع الاكتحال، وإبداء الأنف، والحاجب، والوجنة، وما إلى ذلك من العادات السيئة، والتي يظن المقلدون أنها سبب تقدم الغرب، وتفوقهم في الصناعات، والاختراع، وهي في الحقيقة سبب التأخر، والجمود، ومما غزا بها الأعداء الإسلام وأهله، لتكون عالة عليهم، وننشغل بتلك العادات السيئة عن تعلم ما ينفعنا في الدين والدنيا، وقد وردت الأدلة في تحريم التشبه، والتقليد لهم، وأن من تشبه بقوم فهو منهم، وذلك لأن التشبه في الظاهر يدعو إلى التشبه بهم في الباطن، واعتقاد صحة أديانهم، وأعمالهم. ومع ذلك نقول: الحكمة ضالة المؤمن ؛ فنحن لا نمنع من تعلم علومهم في الصناعات، والحرف، والطب، والإنتاج، والابتكار؛ فالمسلمون أولى بتلك الأعمال، والاختراعات، لما فيها من النصر للإسلام، وتقوية أهله، والتغلب على الأعداء، وصد عدوانهم. والأصل أن التشبه مُحرَّم لعموم قول النبي صلى الله عليه وسلم: من تشبه بقوم فهو منهم رواه أحمد وأبو داود عن ابن عمر وهذا القسم فيما يختصون به كبناء الكنائس وتعظيم القبور وإباحة الخمور، وأكل الخنازير وما أشبه ذلك، فإن كانت أفعالهم تُخالف التعاليم الشرعية والإرشادات النبوية فإنها مكروهة، وقد تصل إلى التحريم كالبول قائمًا والأكل بالشمال ولبس الضيِّق من الثياب وترك تغطية الرأس ولبس الكَبُّوس الذي له طرف يمتد أمام الوجه، وشد الوسط بالزِنَّار ولبس الأحذية المشهورة بالكعب العالي... وما أشبه ذلك، وأما المُباح فهو الذي يُفعل بحكم العادة ويشترك فيه المُسلمون وغيرهم من المآكل والمشارب والمراكب والمجالس وما أشبهها فيجوز الأكل مما طبخوه من المُباح كالخبز والأرز والسمك وما ذبحه أهل الكتاب المتمسكون بدينهم من بهيمة الأنعام المُباحة وتمت فيه شروط الذكاة، وهكذا ما يفعل بحكم العادة كالجلوس والنوم والقيام والقعود والركوب وما أشبه ذلك فإن الأصل إباحة ذلك وعدم النهي عنه ولو كان الذي ابتدأه الكُفَّار كصناعة السيارات والطائرات وتعلم صناعة الأسلحة الجديدة واستعمالها والاستفادة من هذه الصناعات كالكهرباء وآلات المُكالمات الهاتفية... وما أشبه ذلك. والله أعلم.. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س في ظل الصراع مع الغرب وتضارب الفتاوى ثمة موقفان التشبه المنهي عنه و الحكمة ضالة المؤمن هل

عدد المشاهدات

514