فتاوى ابن جبرين » عادات » الزينة » حجاب المرأة » [ 12287 ] عورة المرأة مع المرأة

السؤال

س: كثُر بين النساء كبيرات وشابات وخاصة في الزيجات والاجتماعات النسائية لبس الملابس المفتوحة والعريانة فمنهن من تظهر ظهرها إلى قرب الوسط ومنهن من تظهر صدرها ورقبتها وأيديها على غير المألوف، ومنهن من تلبس الثوب الذي يصل إلى نصف فخذها أو ركبتها وهي شبه عارية من جميع الجهات والمشكلة أنها تعتقد أن ذلك اللباس ليس فيه شيء ما دامت أمام النساء وتحتج بقولها "إن عورة المرأة على المرأة من السرة إلى الركبة". وإذا قلنا لها إن هذا للضرورة قالت ما الدليل؟ وإذا ذكرناها بحديث الرسول صلى الله عليه وسلم نساء كاسيات عاريات إلخ قالت إذا كان ذلك أمام الرجال وأنا لا ألبس ذلك حتى أمام أبي ولا أخي ولا ابني. بماذا نرد على هؤلاء؟ وهل صحيح أن عورة المرأة عند المرأة من السرة إلى الركبة من غير ضرورة لأننا نريد الإصلاح ما استطعنا وإنكار المنكر بالدليل والحجة الواضحة وسوف أعمم هذه الفتوى لأخواتي المسلمات في مجتمعي نفع الله بعلمكم الجميع ونفع بكم الإسلام والمسلمين .

الجواب

الحمد لله وحده، وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه وبعد فهذه المظاهر النسائية من التقليد الأعمى لنساء الغرب، فقد كانت المرأة في بلاد الإسلام تحرص كل الحرص على التستر والاحتشام أمام النساء وأمام المحارم وتحرص على اللباس الواسع الكامل بحيث لا يبدو منها إلا ما أبيح لها إخراجه كالوجه واليدين والقدمين وذلك لأن الله تعالى نهى عن إبداء الزينة للمحارم والنساء بقوله: وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاءِ بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ والمراد بالزينة هنا الوجه والكفان وما يظهر للحاجة كالثديين للإرضاع ولا يجوز لها إبداء البطن والظهر والساق والعضد عند النساء والمحارم والمماليك كلهم وذلك لأن إبداء هذه العضلات والأماكن يلفت الأنظار ويجرئ على التكشف ويكون دعاية لضعاف الإيمان إلى التهاون بكشف البدن والتهاون بالتستر ولا شك أن هذا اللباس المشقوق وما فيه من التكشف وإبداء بعض البدن إنما حمل عليه التقليد للأعاجم وغير المسلمين ولأهل الدعارة والفساد والقصد منهم أن يهون على المرأة المسلمة أمر التستر حتى تتعرض لهتك العرض ومتابعة السفهاء. ثم إن من الحامل على ذلك ما تشاهده النساء في الإذاعات المرئية وفي الأفلام والصحف التي ترسم فيها المرأة شبه عارية وذلك من الدعايات لقصد إيقاع نساء المؤمنات في التكشف والعري والتهاون بالتستر شيئًا فشيئًا. وأما حد عورة المرأة مع المرأة فإن المراد جواز النظر للحاجة وليس المراد إطلاق النظر أو إبداء العورة وإظهار هذه الأعضاء ولا لبس هذه الأكسية المشققة فعلى المرأة الحرص على اعتياد اللباس الواسع والحرص على الاحتشام حتى لا تتعرض للوعيد المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم : نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمة البخت لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها رواه مسلم فعلى المرأة المسلمة الحرص على التقيد بسمات المؤمنات من أمهاتهن وجداتهن ونساء المؤمنين والبعد عن تقليد نساء الغرب والكافرات والعاهرات وعن التشبه بهن فمن تشبه بقوم فهو منهم. والتشبه بهم دليل على تعظيمهم ومحبتهم ومن أحب قومًا حشر معهم. والله أعلم . ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س كثر بين النساء كبيرات وشابات وخاصة في الزيجات والاجتماعات النسائية لبس الملابس المفتوحة والعريانة فمنهن من تظهر

عدد المشاهدات

550