فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » آداب المعاملة » القرآن الكريم » من آداب التلاوة » [ 11762 ] حكم قراءة القرآن جماعة
السؤال
- س: عندنا في البوسنة يجتمع الناس في المساجد يوميا في شهر رمضان لقراءة جزء من القرآن الكريم في وقت السحر وبعد صلاة الظهر، إمام المسجد يقرأ والباقي يستمع عادة وإذا وجد حفاظ يقرأ كل منهم حزبًا أو أقل ويسمى هذا الاجتماع اليومي "المُقَابَلَةُ" ـ السؤال: هل هناك معارضة للنصوص الشرعية علمًا بأن هذا الأمر غير موجود في القرآن والسنة من حيث تخصيص القراءة لشهر رمضان غير الأشهر الأخر واجتماع الناس في الأوقات المحددة وأن قراءة القرآن هذه أصبحت معروفة في شهر رمضان فقط؟ ومن الناحية الثانية خاصة إذا علمنا أن في نهاية هذا الشهر المبارك يتبرع الناس المستمعون للقراء بالنقود والهدايا! وأن الحفاظ يأتون من جمهورية مقدونيا ليقرءوا القرآن في المساجد المشهورة ويحصلوا على الأموال الباهظة. أفيدونا جزاكم الله خيرًا.
الجواب
- وبعد فلا ينكر هذا الاجتماع لقراءة القرآن ومدارسته والمقابلة فيه ودليل ذلك ما ثبت في الصحيح عن ابن عباس قال كان جبريل عليه السلام يلقى النبي صلى الله عليه وسلم كل ليلة في رمضان فيقابله القرآن وقد ذكر ابن رجب في اللطائف عن الصحابة والسلف كثرة اهتمامهم بالقراءة في رمضان حتى أن الشافعي كان يختم كل يوم مرتين وروي عن أبي حنيفة نحو ذلك وبعضهم بختمة كل يومين أو كل يوم ولعل ذلك أن شهر رمضان له خصوصية بالقرآن لقوله تعالى: شَهْرُ رَمَضَانَ الَّذِي أُنْزِلَ فِيهِ الْقُرْآنُ فلا بأس بالاجتماع للمدارسة والمقابلة حيث يحصل بذلك الأجر المذكور في قول النبي صلى الله عليه وسلم : وما اجتمع قوم في بيت من بيوت الله يتلون كتاب الله ويتدارسونه بينهم إلا نزلت عليهم السكينة وغشيتهم الرحمة وحفتهم الملائكة وذكرهم الله فيمن عنده رواه مسلم. ففي هذا الحديث الدلالة على فضل الاجتماع في المساجد لمدارسة القرآن وتعلمه وتصحيح الأخطاء في لفظه ومعناه وفي حديث ابن عباس دلالة على تخصيص رمضان بزيادة اهتمام بالقرآن ومدارسته وقد أدركنا الكثير من القراء يجتمعون كل ليلة في رمضان ويقرأ كل فرد حزبًا أو ثمن جزء والبقية يستمعون ثم يقرأ الثاني حزبًا أو ثمنًا وهكذا حتى يقرءوا كلهم، وذلك لتصحيح القراءة وحصول الأجر ومضاعفته في رمضان خاصة، ومع ذلك لا ينبغي هجران القرآن في بقية الأشهر بل يلزم المسلم الاهتمام بالقرآن وتكراره حتى لا يدخل في قول الله تعالى: وَقَالَ الرَّسُولُ يَا رَبِّ إِنَّ قَوْمِي اتَّخَذُوا هَذَا الْقُرْآنَ مَهْجُورًا . فينبغي أن يكون هناك اجتماع طوال العام في مسجد أو منزل أو مدرسة خيرية يحصل فيه مدارسة القرآن خصوصًا إذا كان هناك في الأئمة من لا يحفظ القرآن أو يقع منهم غلط في الألفاظ أو المعاني. فأما القراءة لأجل المال الذي يتبرع به الآخرون فلا يجوز لأنه أخذ أجر على عمل صالح مما يقصد به وجه الله تعالى، لكن لا مانع من أخذه إذا لم يكن مقصودًا فالذين يقدمون من مكان بعيد للحصول على هذا المال مقابل قراءتهم ننصحهم أن لا يفعلوا وإنما عليهم أن يقصدوا الفائدة الأخروية وأن يهتموا بتصحيح قراءتهم أو قراءة غيرهم فإن حصل لهم مكافأة أو جائزة غير مقصودة فلا مانع من أخذها. والله أعلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين
ملخص الفتوى
- س عندنا في البوسنة يجتمع الناس في المساجد يوميا في شهر رمضان لقراءة جزء من القرآن الكريم في
عدد المشاهدات
- 662