فتاوى ابن جبرين » عبادات » الصلاة » صلاة الجماعة » أحكام متعلقة بصلاة الجماعة » صفة الأئمة في صلاة الجماعة » [ 11628 ] حكم الصلاة خلف مستور الحال

السؤال

س: في دار الإسلام يقولون نحن نصلي خلف مستور الحال لأن الأصل في دار الإسلام هو حسن الظن مثل الحجاز ؛ لأنها دار غلب على أهلها الإسلام وخصوصًا الخطباء وأئمة المساجد كلهم على التوحيد والإسلام الصحيح وكذلك علماؤهم كلهم على التوحيد فهم يقولون نحن نحسن الظن في تلك الدار. أما دار الكفر فالأصل هو سوء الظن وليس حسن الظن لانتشار العقائد الهدامة في المدارس والمعاهد والكليات. فهل يجوز أن نصلي خلف مستور الحال في دار غلب على أهلها الشرك والجهل بالتوحيد وخصوصًا إذا كان الإمام والخطيب جُهالا بالتوحيد وفي مسائل الإيمان وأغلبهم قد تلبس بالناقض الثالث وهو من لم يكفر المشركين أو توقف في تكفيرهم؟

الجواب

إذا كان الأصل في هؤلاء الخطباء والأئمة الإسلام والتوحيد وحُسن المعتقد جازت الصلاة خلفهم وإن لم يُبحث عن عقائدهم وأعمالهم، وطريقة معرفة ذلك بنشأتهم وبما يُسمع عنهم في الخطب وفي الأعمال وفي المجالس وما يُشاهد من أعمالهم وأقوالهم في مجالسهم وعند مناقشتهم، فإذا عُرف عنهم الإسلام والعمل بأركانه وأداء الصلاة كاملة ولم يُشاهد عنهم ما يُخل بالدين جازت الصلاة خلفهم ولا حاجة إلى سؤالهم عن معتقداتهم، فأما إذا عُرف عنهم أشياء من الشركيات وفعل المحرمات كالتوسل بالأموات ودُعاء الغائبين وإباحة الأمور الشركية كالتمائم والحرُوز أو السحر والكهانة فلا يجوز أن يُصلى خلفهم ولو كانوا جُهالا ومُقلدين ويجب في هذه الحال نصيحتهم ودعوتهم إلى التوحيد الخالص، وإذا ادعوا الجهل نُصحوا بأن يتعلموا ووسائل العلم متوفرة فبإمكانهم أن يعرفوا الحق والدين الخالص، وبإمكانهم أن يبحثوا عن كتب أهل العلم، وسوف يجدونها بلغة العرب وبغيرها من اللغات التي يفهمونها. وفي الجملة تصح الصلاة خلف مستور الحال وإن غلب على الظن أنه مشرك أو قبوري فيُصلى خلفه ثم تُعاد الصلاة، وأما إذا لم يظهر منه ما يُفسد عقيدته أو يُبطل عمله فالأصل الحكم عليه بالإسلام ولا يجوز البحث عن خفاياه فإن المسلمين يُؤخذون بالظاهر فمن أظهر لنا خيرًا أحببناه وواليناه، ومن أظهر شرا عاديناه وقاطعناه، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم إني لم أومر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم وليس التوحيد محصورًا في أهل الحجاز فهناك بلاد كثيرة يوجد فيها جماعات من المُوحدين القائمين بشرع الله والمطبقين لأحكام الدين، كما يُوجد في أرض الحجاز كثير من المُبتدعين والعُصاة والمُفسدين، فلا نزكي على الله أحدا، ولا نُقَنّت الناس من رحمة الله. والله أعلم. ,


أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

ملخص الفتوى

س في دار الإسلام يقولون نحن نصلي خلف مستور الحال لأن الأصل في دار الإسلام هو حسن الظن

عدد المشاهدات

311