فتاوى ابن جبرين » عادات » الزينة » أحوال التزين » تزيين البيوت والأفنية » تزيين البيوت والأفنية بالصور » حكم الصور » [ 11586 ] حكم التصوير

السؤال

س: ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة سفر العائلات لدول خليجية أو عربية أو دول كافرة آسيوية أو أوربية أو إلى أمريكا ولأجل السفر لا بد من تصوير نفسه وأولاده وزوجته، والذي نعرفه من فتاوى علمائنا أن التصوير لا يجوز إلا للضرورة فهل السفر للسياحة يعتبر ضرورة تبيح للرجل تصوير زوجته ومحارمه؟ مع ما في السفر لأي من تلك الدول من إضاعة للوقت وإنفاق للمال بكثرة في المباحات وربما المكروهات والمحرمات وكذلك سفور النساء وتبرجهن (جزئيا أو كليا) ومشاهدة أنواع المنكرات التي لم يتعودوا على رؤيتها في بلادهم مما يهوّن عليهم ارتكاب المحرمات ورؤية المنكرات فيما بعد. نرجو منكم إفادتنا عن حكم التصوير لذلك الغرض وكذلك حكم السفر لتلك البلاد التي تنتشر فيها المنكرات المُعلنة دون أن يكون لهم استطاعة على إنكارها ولا على غض البصر عنها. ما نصيحتكم لمن يحتجون بأن السفر لدول خليجية أو عربية لا شيء فيه والتصوير لذلك الغرض جائز؟

الجواب

الحمد لله وحده وصلى الله وسلم على محمد وآله وصحبه، وبعد. فقد وردت أحاديث كثيرة في تحريم التصوير كقوله صلى الله عليه وسلم : كل مصور في النار يجعل له بكل صورة صورها نفس يعذب في نار جهنم وقوله : أشد الناس عذابًا يوم القيامة المصورون وقوله : من صور صورة كلف أن ينفخ فيها الروح وليس بنافخ وقوله : يقال لهم يوم القيامة أحيوا ما خلقتم ونحوها من الأحاديث الصحيحة وهي عامة في كل التصاوير منقوشة أو منحوتة أو مرسومة أو مجسدة أو لا ظل لها، وورد الأمر بطمس الصور وأن الملائكة لا تدخل بيتًا فيه صورة، وحيث وجدت ضرورة في هذه الأزمنة لضبط الحدود والحقوق فقد رخص المشائخ والعلماء في الأشياء الضرورية كالحفائظ والجوازات ونحوها لمن أراد السفر لعلاج أو دراسة ضرورية أو نحوها فله أن يصور في الجواز لعدم التمكن إلا بذلك فأما سفر السياحة والفرجة فليس من الضروري فأرى أنه لا يباح لأجله التصوير سيما السفر بالنساء والعوائل لأجل النزهة والتمشية فإنه يترتب عليه مفاسد كثيرة أولها التصوير للمحارم بحيث يكشف عليهن رجال في الحدود ومداخل الدول مع تحريم كشف المرأة وجهها أمام الرجال الأجانب. وثانيها: أن هذه الأسفار لا فائدة لها أصلا بل هي إضاعة للوقت الثمين وذهاب للعمر في غير فائدة وادعاء أن هذا من باب الاطلاع ومعرفة أحوال البلاد وما تحويه من المنافع ونحوها غير صحيح فإن المسافرين لها لا يجعلون سفرهم للعبرة والموعظة والتذكر وإنما يجعلونه لتسريح الأفكار وتقليب الأنظار. وثالثها: ما في هذه الأسفار من إضاعة المال الذي ينفق مثل هؤلاء وينتفع به قوم كفار هم أعداء للإسلام ينفقون به على دعم الكفر والدعاية للأديان الباطلة وحرب الإسلام والمسلمين. ورابعها: توسعهم في المباحات التي تشغل عن الطاعات وربما تناول الكثير من المكروهات وقد تجرهم إلى المحرمات فكثيرًا ما تسمع أن أولئك المسافرين يقصدون الإباحية فيقعون في الزنا وشرب الخمور وسماع الأغاني وحضور مواضع الرقص والطرب ويصرفون في ذلك أموالا طائلة في مقابلة تناول المحرمات والمكروهات ونفع أهل الكفر وحرب المسلمين. وخامسها: وقوع نساء المؤمنين في مخالفة الشرع حيث إن المرأة المسلمة تخلع جلباب الحياء وتكشف وجهها ورأسها وتبدي زينتها وتقلد نساء الكفار بحجة أنها لا تقدر على التستر بين نساء متبرجات فتقع في المعصية وتتشبه بالكافرات أو العاصيات ولا يقدر وليها على ردعها. وسادسها: أن في السفر إلى تلك البلاد لغير ضرورة وسيلة إلى فعل المعاصي أو التهاون بها بعد الرجوع كحلق اللحى وشرب الدخان والتهاون بالصلاة وتعظيم الكفار وعلومهم واحتقار المسلمين وازدرائهم بحيث بسبب التعاليم الإسلامية ويعظم قدر الكفار في القلوب فننصح المسلم أن يحفظ نفسه وعقله ونساءه وأمواله ودينه ودنياه وأن لا يسافر إلا لضرورة شديدة. والله الموفق الهادي إلى سواء السبيل. وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين

ملخص الفتوى

س ظهرت في السنوات الأخيرة ظاهرة سفر العائلات لدول خليجية أو عربية أو دول كافرة آسيوية أو أوربية

عدد المشاهدات

580