متى يكون القصر في الصلاة

من أخَّر الوقت ووصل إلى بلده فإنه يُصليها تمامًا؛ وذلك لأن القصر إنما كان للسفر والآن ليس هو على سفر، وصورة ذلك فيما إذا دخل عليك وقت الظهر وأنت في الطريق وأخَّرته، ووصلت البلد وأنت لم تصل الظهر والعصر، إما قبل أن يدخل العصر وإما بعد أن يدخل، فهذا الوقت الذي دخل عليك وأنت في الطريق وأخَّرته حتى وصلت أهلك صلِّه تمامًا أي: صل الظهر أربعًا. وهكذا لو مضى عليك الوقتان لو ما أتيت إلى البلد إلا بعد العصر في الساعة الرابعة والنصف أو الخامسة ولم تصل ظهرًا ولا عصرًا، فصلهما أربعًا وأربعًا وتجمعهما إذا وصلت، وهكذا العشاء وهكذا لو ذكر صلاة سفر في حضر؛ صورة ذلك: إذا ترك صلاة الظهر نسيانًا من يوم السبت وجاء يوم الأحد وهو في بلده فذكر أنه ما صلى العصر التي مرَّت به في يوم السبت وهو في الطريق، نقول في هذه الحال: يصليها في البلد أربع ركعات مع أنه لو صلاها في الطريق صلاها ركعتين، لأنه الآن من أهل الأربع؛ فليصليها أربعًا، والعكس إذا قُدِّر أنك عند أهلك نسيت صلاة الظهر ثم سافرت في يوم السبت آخر النهار، وقد صليت العصر ثم ذكرت الظهر في يوم الأحد وأنت في الطريق، فإنك تُصليها أربعًا احتياطًا للصلاة؛ لأنها وجبت عليك أربعًا وأنت في البلد وأخرتها لتفريط أو نحو ذلك فتُصليها أربعًا ـ هذا كله من باب الاحتياط للفرائض والإتيان بها كاملة كما أمر الله سبحانه وتعالى. ويُلاحظ -أيضًا- أن كثيرًا من الناس إذا أقبلوا على البلد قبل العصر وهم في الطريق الظهر والعصر جمعًا وقصر وقت الظهر ثم يأتون إلى البلاد قبل أن يدخل العصر، ويقولون: قد صلينا العصر وانتهينا، نقول لهم صليتموها ركعتين وأنتم الآن من أهل الأربع؛ أعيدوها ما دام أنه دخل عليك الوقت وأنتم من أهل الأربع لزمكم أربع، ولو صلوها أربعًا هناك وكانوا ممن يُباح لهم الجمع لأجزأ عنهم إن شاء الله، والله تعالى أعلم، وصلى الله على محمد وآله وصحبه وسلم. عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين المزيد