فتاوى ابن جبرين » الدعوة الإسلامية والقضايا المعاصرة » قضايا الدعوة الإسلامية » واجب الدعاة نحو المدعوين
كلمة جامعة لنصح المهتمين بدعوة غير المسلمين ومقصرين في دعوة المسلمين لترك البدع والخرافات وبيان عظم ثوابهم عند
س: يهتم البعض
بدعوة غير المسلمين، ولا يهتمون بدعوة الكثير من المسلمين الذين وقعوا في
المعاصي، والبدع، والخرافات، فما نصيحتكم؟
أولئك الذين يهتمون بدعوة الكفار من النصارى عَربا وعَجما ، والبوذيين
والهندوس ، لهم أجر على هذا الاهتمام ، فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم
-: لئن يهدي الله بك رجلا واحدا خير لك من حُمر النَّعم وقد هدى الله تعالى
بدعوة الإخوة العاملين في المكاتب التعاونية ، وأسلم على يديهم بشر كثير ،
من الجاليات العاملين في المملكة ونُوصيهم بتعاهد أولئك المسلمين الجدد ،
وتعليمهم ما يجب عليهم في الإسلام ، وبيان أركان الدين ومراتبه ، وبيان
الحلال والحرام ، والثواب والعقاب ، حتى يعبدوا ربهم على بصيرة ، وحتى
يتجنبوا ما يفسد عليهم دينهم ، من الشرك والبدع ، فإن الشرك ينافي التوحيد
ويحبط الأعمال ، والبدع تقدح في العقيدة ، والمعاصي تنقص الأجر وتحمل الوزر
، وننصح أولئك الدعاة في المكاتب وغيرها أن يهتموا بدعوة المسلمين الواقعين
في المعاصي والبدع ، فإنهم أولى بالدعوة ، وبالأخص من وقعوا في البدع
والمُحدثات التي زينها الشيطان ، وجعلها من القربات ، تمسك بها كثير من
الجهلة ، وأعرضوا عن قبول النصائح ، واعتقدوا أن هذه البدع من السنن
والمستحبات ، فلعلهم إذا أتاهم من يقنعهم، ويقيم عليهم الحجة ويورد الأدلة
، أن يتوبوا ويرجعوا إلى السُّنة ، وهكذا من وقع في المعاصي كبائر أو صغائر ،
فقد ابتُلي كثير من المسلمين ببعض الذنوب ، ودعوا إليها ، كالزنا ، وتبرج
النساء ، والدعوة إلى اختلاط الرجال بالنساء ، وإلى سماع الغناء ، وإلى شرب
الخمور ، وتعاطي المخدرات ، وإلى ترك الصلاة ، والتهاون بصلاة الجماعة ،
وإلى أكل المحرمات كالربا والرشوة ، والتهاون في حلق اللحى ، والتشبه
بالكفار ، وموالاة أعداء الله ، والتهاون بالأمر بالمعروف النهي عن المنكر
، فمثل هؤلاء أولى بأن يُنصحوا ويُعلَّموا ، وأن يستغنوا بالحلال عن الحرام ،
والتوبة تجُبُّ ما قبلها.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -