هل تؤخذ الفتوى ممن يدعو إلى موالاة النصارى

لا يُصلى خلف مَنْ هذه حالته؛ لما في فعله من موالاة النصارى وإقرارهم على كُفرهم، فإن صُحبة الكافر دليل على إقراره ، وعدم الإنكار عليه، وسبب في محبته، وهكذا مُجالسة الكُفار، ومُؤانستهم ، فإن ذلك دليل على مُوالاتهم، وقد قال الله تعالى: وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ ونهى الله تعالى عن الجلوس معهم إذا كانوا يتكلمون في السخرية بالإسلام والدين، كما قال تعالى: أَنْ إِذَا سَمِعْتُمْ آيَاتِ اللَّهِ يُكْفَرُ بِهَا وَيُسْتَهْزَأُ بِهَا فَلَا تَقْعُدُوا مَعَهُمْ حَتَّى يَخُوضُوا فِي حَدِيثٍ غَيْرِهِ إِنَّكُمْ إِذًا مِثْلُهُمْ وهكذا لا تجوز تهنئتهم بأعيادهم المُبتدعة، فقد ذكر العُلماء أنه لا يجوز تصديرهم في المجالس، ولا القيام لهم، ولا بداءتهم بالسلام، ولا تهنئتهم بمُناسباتهم، بل الأصل إذلالهم وإهانتهم إذا كانوا من أهل الذِّمَّة، أو من أهل العهد، وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أن مُجالسة العُصاة سبب في عموم المعاصي وانتشارها، وذلك مما يُسبب العقوبة العامة، فقال صلى الله عليه وسلم: لَتَأْمُرُنَّ بالمعروف، ولَتَنْهَوُنَّ عن المُنكر، ولتأخُذُنَّ على يد الظالم، ولتأطُرُنَّه على الحق أَطْرًا . وأَمَّا الذي يُنْكِرُ على أهل السُّنَّة تَمَسُّكَهُم بالعقيدة، ونهيَهُمْ عن الشرك، وإنكارهم على المُبتدعة، فإنه يعتبر مُخالفًا للسُّنة، ويُعَدُّ من أهل البدعة، وهكذا مَنْ يُقِرُّ الصوفية على مُعتقداتهم المُخالفة للدين، كالغلو في الأموات، وتفضيل أوليائهم على الرُّسل، وادِّعَائِهِمُ الْاسْتِغْنَاء عن الكتاب والسُّنَّة، وإسقاط العبادات عن أهل السلوك وأهل التصوف، وإباحة الْمُحَرَّمات لهم، كل ذلك إقرار للكُفر، ومحبة لأهله، ومَنْ أَحَبَّ قومًا حُشِرَ معهم، فيجب مُقاطعة مثل هؤلاء، وترك الصلاة خلفهم. ,

أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -

المزيد