فتاوى ابن جبرين » الآداب الشرعية » الأخلاق » الأخلاق الذميمة » من الأخلاق الذميمة إضاعة الوقت فيما لا يفيد » الحرص على الأوقات وشغلها بالطاعات
الوقت أغلى ما يحافظ عليه الإنسان
س: لعله لا يخفى على فضيلتكم ما تُعانيه
الأسر الصالحة رجالا ونساءً من بعض التعب والمشقة بسبب قلة البرامج والأنشطة
التي تملأ فراغ أوقاتهم وأبنائهم بما يفيدهم من جانب، ويسليهم ويبعد الملل
والسآمة عن نفوسهم من جانب آخر، سواء في أيام العيد أو في غيرها، وحيث إن
المكتب التعاوني للدعوة والإرشاد في الشفا يرغب في أيام عيد الفطر المبارك
لهذا العام 1422 هـ أن يقيم برنامجًا للكبار والصغار يشتمل على المحاضرات
التوجيهية، والندوات المفيدة، والأمسيات الأدبية، والمسابقات الثقافية،
والأناشيد الإسلامية، كما يشتمل على ألعاب مسلية للأطفال، ومسابقات وأناشيد
منوعة، وجوائز قيمة تقدم لهم بالإضافة إلى وجود (دمى) للأطفال على شكل
حيوانات، يلبسها بعض الأشخاص من باب التسلية والترويح لهم وجذبهم لمثل هذه
البرامج، فما حكم إقامة هذا البرنامج بهذا الشكل لأجل الدعوة والترويح عن
النفس ليكون بديلا مناسبًا عن البرامج الغنائية أو المشتملة على الطبول
وغيرها؟
وهذه هي الإجابة عليه: ـ
فننصحكم وننصح كل مسلم صغير أو كبير، ذكر أو أنثى بحفظ الأوقات والحرص على
عدم إضاعتها في اللهو واللعب والباطل؛ فإن كل إنسان مسئول عن أوقاته كما
قال النبي صلى الله عليه وسلم: لا تزول قدما عبد حتى يُسأل عن أربع؛ عن عُمره
فيما أفناه، وعن شبابه فيما أبلاه، وعن ماله من أين اكتسبه وفيما أنفقه،
وعن علمه ماذا عمله به ولا شك أن إضاعة الأوقات في الأُمسيات الأدبية
والمسابقات الثقافية والأناشيد الإسلامية والألعاب المُسلِّية والمسابقات
والأناشيد المُنوعة والصور التي على شكل حيوانات يلبسها الشخص من باب
التسلية والترويح لهم أن هذا وما أشبهه فيه إضاعة للأوقات وشغل عما هو أهم
من ذلك؛ فإن في الإمكان استغلال هذه الأيام وغيرها في عمل صالح مُفيد مُتعلِّق
بالدين أو مُتعلِّق بالدنيا.
فننصح كل من عنده فراغ في أيام الأعياد وفي غيرها أن يشغل وقت فراغه بقراءة
القرآن وحفظ ما تيسر منه وبقراءة كتب الحديث وتكرارها، وقراءة كُتب التفسير
وكتب شروح الحديث وما أشبهها، وكذا قراءة كتب العقائد والتوحيد والرد على
المُشركين والقبوريين والرد على المُعطِّلة والنفَاة وقراءة كُتب الوعظ والإرشاد
والأدب الديني التي يجهلها كثير من الناس كروضة العُقلاء لابن حبان والآداب
الشرعية لابن مُفلح وأدب الدنيا والدين للماوردي والفوائد لابن القيم وغيرها
من كُتب الرقائق والمواعظ وكُتب السيرة النبوية، وتراجم الخلفاء الراشدين
وسيرة عباد الله الصالحين، وما نُقل من اجتهادهم ونشاطهم في العبادة وشغلهم
أوقاتهم في كل شيء يعود عليهم بالمصلحة، فمتى شُغلت الأوقات بمثل هذه العلوم
النافعة كان ذلك أفضل من شغلها بالملاهي واللعب الذي فيه إضاعة للأوقات،
فنتواصى جميعًا بحثّ المسلمين على حفظ أوقاتهم واستغلال أعمالهم بما يفيدهم
ويُسليهم ويُبعد عنهم الملل والسآمة، ففي إمكانهم التنقُّل من كُتب الفقه
والحديث إلى كُتب السيرة والتأريخ، ثم إلى كُتب العقيدة والتوحيد، ثم إلى كُتب
التراجم والقصص، وهكذا فلا يكون هناك مللٌ ولا سآمة بل يكون فيه فائدة وتعرُّف
على أحوال السابقين وعلى نشاطهم وعباداتهم. والله أعلم.
,أجاب علي هذه الفتوى: سماحة الشيخ / عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - رحمه الله -
أخرى ...
حكم لعبة البلاي ستيشن
س ماحكم لعبة البلاي ستيشن؟